ساندرين جبرا
بطولات وتميز في التنس وفي الاعلام
غادة كلاس
2-June-2023
تحدد أهدافها وتسعى الى تحقيقها بكثير من المثابرة والجهود وبشغف وحب كبير لما تقوم به، فكان النجاح حليفها في الرياضة وفي الاعلام... انها ساندرين جبرا، بطلة لبنان السابقة في التنس، والتي حققت نجاحاً ملفتاً كإعلامية كنا ننتظرها على شاشة الـ MTV لتخبرنا عن الاحداث الرياضية، قبل ان يختارها موقع كووورة، احدى اهم منصات ومواقع الرياضة في العالم العربي، لتكون وجهاً اعلامياً لها ولتتولى صناعة محتوى الفيديوهات التي تبثها كووورة، لتحقق ساندرين معها نجاحاً باهراً كإعلامية رياضية على المستوى العربي والاقليمي، بذكائها واصرارها على النجاح في كل تحدٍ او عمل تقوم به.
قد يكون الاعداد المتقن لتغطياتها الصحافية سببا اساسيا في نجاحها كإعلامية، ولكن تقف أيضاً وراء هذا النجاح انسانة شغوفة بالرياضة ، اعلامية حافظت على عفويتها وهويتها لتحاكي وبطلاقة مختلف الجنسيات العربية، واستطاعت بحرفيتها ان تكتسب محبتهم وثقتهم بالمعلومات التي تمدهم بها... ساندرين الأم والاعلامية مثال مميز للمرأة الناجحة في مختلف وجوه حياتها: الأم التي يفتخر بها أبناؤها، الزوجة التي تدين لزوجها مساندته لها والاعلامية التي غدت محط ثقة الجماهير.
قصة نجاح متكاملة... اليكم تفاصيلها وأسرارها.
ساندرين جبرا بطلة لبنان في التنس واحدى اهم وجوه الاعلام الرياضي في الوطن العربي، اخبرينا عن شغفك اللامتناهي بالرياضة.
صحيح، الرياضة شغف بالنسبة لي. فقد نشأت في عائلة رياضية بامتياز، فقد كانت والدتي جويل نجار جبرا في منتخب لبنان للكرة الطائرة قبل ان تنتقل الى التنس، كما ان والدي من عشاق ومتابعي الرياضة بمختلف انواعها.. وقد أنشآني على حب الرياضة فاخترت التنس. وبفضل تشجيع والديَّ لي وحثي على المثابرة والالتزام والمواظبة على التدرّب، ونتيجة لشغفي الكبير بهذه الرياضة، اصبحت بطلة لبنان في التنس وشاركت في دورات عدة في لبنان وفي الخارج.
من المال والاقتصاد الى الاعلام الرياضي، ما الذي دفعك الى هذا التغيير الجذري في مجال عملك؟
درست الـ Finance في جامعة الـ NDU وعملت بها لفترة من الوقت، لكن شغفي الأول والأساسي كان ولا يزال للرياضة. كنت حينها أشارك في دورة تنس في الـATCL ، وكانت الـ MTV تقوم بتغطية الحدث، وبعد فوزي، اخذ المذيع يسألني عن الدورة، ويبدو انهم أُعجبوا بعفويتي امام الكاميرا وباطلاعي وشغفي بالرياضة، فعرض عليّ أحدهم ان أجري CASTING للانضمام الى المحطة كمذيعة ومعدة لأخبار الرياضة، وهكذا بدأت بتقديم النشرة الرياضة صباحاً وعند الظهر، لأنتقل بعد 3 أشهر الى النشرة المسائية في الـ Prime Time. حينها كنت أعمل في الوقت نفسه في شركة للعقارات، وبعد سنة اتخذت قراري بالتفرغ كليا للعمل الاعلامي لا سيما واني أعشق الرياضة.
ماذا عن انتقالك الى كووورة لتصبحي الوجه الاعلامي لهذه المنصة الرياضية العربية الاولى في الشرق الاوسط.
بعد 4 سنوات من العمل في الـ MTV، عرضت عليَّ كووورة بأن أصبح الوجه الاعلامي لها وبأن اهتم بإعداد ريبورتاجات رياضية مصورة، وكانت النقلة النوعية من المجال التلفزيوني الى الديجيتال. فمع الـ MTV كان غالبية المتابعين لبنانيين، اما مع كووورة فأنا أتحدث إلى جمهور أوسع بكثير وعلى مستوى العالم العربي أجمع لذلك أصبح لدي متابعون من مختلف الدول العربية والخليجية، وفُتحت لي فرص عديدة لتغطية باقة من اهم الاحداث الرياضية في العالم.
ما هي التحديات التي واجهتها مع انتقالك من الاعلام التلفزيوني الى عالم المنصات والمواقع الالكترونية؟
لم يكن الأمر سهلاً... فقد تحديت نفسي وطورت من معرفتي في شتى انواع الرياضات لأكتسب ثقة جمهور كووورة الكبير اولاً ولأكون على قدر المسؤولية التي أولوني إياها... اما التحدي الأكبر الذي واجهني في العالم الالكتروني فهو التحدث بلغة يفهمها الجميع، وهو ما يعرف باللغة البيضاء، ففي الـ MTV كنت اتكلم باللهجة اللبنانية العامية... لكن الأمر مختلف عندما نريد ان نتوجه الى جمهور عريض من مختلف الجنسيات... وقد تمكنت من اتباع لغة بين النحوي والعامية يفهمها الجميع، دون المساس بهويتي الاعلامية التي عرفني الجمهور بها وهي العفوية ولغة السهل الممتنع.
ما هو بنظرك سر نجاحك كإعلامية رياضة في العالم العربي ككل؟
الجمهور الخليجي ملم بشكل كبير بالشأن الرياضي، واي خطأ وإن كان بسيطاً يمكنه ان يجعلك تخسر ثقتهم. لذا ارى ان نجاحي في الاعلام الالكتروني كان مرده بالدرجة الاولى الى احترامي لعقول متابعيني اولا، وحرصي على مدهم بالمعلومات الصحيحة والدقيقة عن كل ما يودون معرفته في مختلف المجالات والأحداث الرياضية، وذلك من خلال حرصي على تنمية معارفي في شتى انواع الرياضة وعلى اعدادي لمواضيعي وللمحتوى الذي أخرج به للجمهور بشكل معمق قبل تغطيتي لأي حدث رياضي. وأخيرا" أعتقد أن بقائي على طبيعتي خلال أي تغطية أو حوار أقوم به، مهما كان حجم الضيف الذي أمامي، هو أمر جعل الناس تتقبلني بشكل أسرع وتسمتع أكثر بالمحتوى الذي أقدمه .
ما اهم الاحداث الرياضية التي قمت بتغطيتها؟ واللاعبين الذين قابلتهم؟
هناك الكثير، ومن اهمها عندما ذهبت الى الفيليبين لتغطية جوائز اهم اللاعبين في آسيا وهناك قمت بإجراء مقابلة مع رونالدو البرازيلي.. كما كنت قد قابلت زين الدين زيدان، ورئيس الفيفا جياني إنفانتينو وأشرف حكيمي ولويس فيغو ، وغيرهم ... ولكن لأنني كنت بطلة لبنان في التنس، تغطياتي لبطولات التنس العالمية تبقى الأقرب إلى قلبي وقد كنت محظوظة بإجراء مقابلات مع أساطير في اللعبة من امثال رافاييل نادال، كارلوس ألكاراز، دانيال ميدفيديف، أندي موراي، أنس جابر، أندريه روبليف وغيرهم.
من الملفت حماسك وشغفك اللامتناهي اثناء تغطيتك للاحداث الرياضية.
(ضاحكة)، بصراحة، اسعى لحضور المباريات ليس فقط لتغطيتها بل لمتابعتها ايضاً وبشغف لأنني اهوى الرياضة... وما اقوم به ليس مجرد عمل فحسب بل إنها الهواية الاحب الى قلبي.
كم جميل ان يكون عملك هو نفسه هوايتك المفضلة
جميل جدا، ومصدرا لسعادتي، وقد يكون ذلك قد انعكس على تغطياتي ومواضيعي الرياضية التي اقوم بها بكل حماس وحب... كما اظن ان المشاهدين لمسوا شغفي هذا الأمر الذي زاد من ثقتهم واحترامهم لي .
هل تؤمنين بالفرص والحظ لتحقيق النجاح؟
هناك بالتأكيد فرص تمنحها لنا الحياة ولكنها لا تصنع النجاح، الا اذا عرفنا كيف نستغلها لاثبات ذواتنا وقدراتنا، واجتهدنا وعملنا بجد لتطوير ادواتنا ومعارفنا لنكون على قدر هذه الفرص. علينا إظهار نقاط قوتنا ومعالجة نقاط ضعفنا لنستوفي كافة شروط تلك الفرص... عندها ستأتينا على طبق من فضة، ونكون نحن من جذبها الينا بميزاتنا ولم تمنح لنا عن طريق الصدفة، وعندها فقط نكون جديرين بها.
اذا، وبرأيك ما سر نجاح ساندرين جبرا بشكل عام؟
ثقتي بنفسي وبقدراتي، ومواظبتي على تنمية تلك القدرات والعمل على توسيع معارفي. كما ان الجرأة تلعب دورا اساسياً في نجاحنا، فإن قدراتنا ستذهب سدا إن لم نتجرأ على الغوص في فرص العمل لاثباتها.
ماذا تقولين للمرأة المترددة؟
ثقي بقدراتك ونمي مواهبك كي لا تخسري الفرص المتاحة امامك. تحدي نفسك، ولا ترفضي اي فرصة حتى وإن شعرت بصعوبتها، بل ثقي بأنك قادرة على النجاح فيها من خلال العمل بجد ومثابرة. هناك مقولة احبها جداً تقول بما معناه: "قل نعم للفرص، وبعدها فكر كيف تكون جديرا" بها".
كما على المرأة تنمية مواهب اولادها وثقتهم بأنفسهم لتصنع رواد المستقبل.
انت ام لـ 3 اولاد، اخبرينا عن عائلتك الصغيرة.
زوجي نهرا هو حب حياتي والداعم الأكبر لي. ولدينا بيار (7 سنوات)، ماتيو (6 سنوات) وأليسيا (سنة واحدة).. بيار ظهرت ميوله الرياضية فهو يعشق التنس، ونحن نحرص على تشجيعه، زوجي وانا، كما كان يشجعني والداي منذ طفولتي وحتى اليوم.
كيف توازنين بين دورك كأم وكإعلامية ناجحة ؟ والى اي مدى الامر متعب بالنسبة لك؟
زوجي نهرا هو الداعم الأكبر لي، فهو متفهم لطبيعة عملي وقبل كل شيء فهو عاشق ايضاً للرياضة وملم بها. اما بالنسبة لي، فقد تمكنت من الموازنة بين عملي وبين دوري كأم فأنا اخصص كل يوم بحسب متطلباته. ففي ايام العمل العادية تكون اولويتي للعائلة ، وفي الايام التي تكون مليئة بالأحداث الرياضية، تكون الاولوية لعملي، وعندما تتعارض تلك الاولويات، يكون زوجي دائما الى جانبي ليرفع عن كاهلي بعض المسؤوليات تجاه الاولاد، كما ان اهلي واهل زوجي يدعمونني ويساعدونني في ذلك.
هل تؤمنين بمقولة وراء كل امرأة عظيمة رجل؟
اقولها وبصراحة، لو لم اتزوج من نهرا لما كنت قد استطعت ان احقق ما حققته اليوم، من المهم جدا ان يكون زوجك داعم لك لتتمكني من الاستمرار والأجمل ان يحب ما تقومين به وان يكون فخورا بك.
اخبرينا عن الـ Podcast الذي أطلقته مؤخراً؟
كصانعة محتوى رياضي للمنصات الالكترونية فأنا اقدم محتوا لا أمتلكه، ولذا شعرت ان الوقت قد حان لاطلاق Podcast لي وباسمي يحمل عنوان "عندك خبر"، فلدي الكثير من المعلومات والأخبار التي لا يعرفها الكثيرون... وبالفعل، كانت الحلقة الاولى عن كيف يمكن ان يبقى لاعب التنس رقم واحد في العالم دون ان يلعب!. وقد لاقى هذا الـ PODCAST رواجاً كبيراً وانهالت عليّ الاسئلة عن امور رياضية أخرى. في الحلقة الاولى تكلمت انا كخبيرة في التنس اما في الحلقات المقبلة فسوف أغطي مواضيع ورياضات مختلفة.
وما هو سر بقاء لاعب التنس في الطليعة؟
(ضاحكة) عليك مشاهدة الفيديو لتعرفي
حلم لم يتحقق لك بعد؟
الرياضة اصبحت صناعة كبرى متجددة باستمرار، كما ان ضخامة الاحداث في اضطراد دائم، ولذا احلم ان اطور عملي بشكل متسارع وبالتوازي مع ضخامة الاحداث الرياضية وان ابقى الاسم المطلوب والموثوق به لتغطيتها.
مقولة تحبينها
"قل نعم للفرص، وبعدها فكر كيف تكون جديرا" بها".
ماذا تقولين للمرأة العربية؟
ثقي بقدراتك ونمي مواهبك كي لا تخسري الفرص المتاحة امامك.
كما عليك تنمية مواهب اولادك وثقتهم بأنفسهم لتصنعي رواد المستقبل.
ماذا تعني لك السعادة؟
عندما أنجز في عملي وتكون عائلتي بخير وبصحة جيدة
النجاح؟
ليكون نجاحاً حقيقياً بالنسبة لي، يجب ان يكون متكاملا وغير منقوص، اي نجاح في العمل وفي الامومة وفي زواجي.
الحب؟
اساس كل شيء في هذه الحياة، هو الدعم العاطفي والمعنوي، وهو الذي يجعلني اقف من جديد لمواجهة التحديات.
ابطالك في الحياة؟
امي وابي، هما اللذين اعطياني كل شيء واوصلاني الى ما انا عليه اليوم.