لايف ستايل
المؤشرات التي تنبئك بأنه يجب عليك التوقف عن شرب القهوة
تيفين هونيت - مدام فيجارو
27-July-2023
تمدنا القهوة بفوائد جمة لصحتنا عند استهلاكها بكميات معقولة (أقل من أربعة أكواب يومياً). بفضل احتوائها على مضادات الأكسدة، تحمي القهوة جسمنا من أمراض عدة وتحديداً من مشاكل القلب والأمراض العصبية التنكسية (مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون) ومرض السكري. لكننا لسنا جميعاً متساوين في مواجهة التأثيرات غير المباشرة للاستهلاك المنتظم لهذا المشروب. يواجه بعض الأشخاص ظهور أعراض غير مرغوب فيها بحسب حساسية كل فرد، ما يستدعي التقليل من استهلاكها أو حتى التوقف عن احتسائها تماماً. كيف نعرف ما إذا كان يجب التوقف عن شربها؟ سوف نلقي نظرة على بعض الدلائل.
تسارع ضربات القلب
ربما هو أحد أكثر الإشارات وضوحاً، إذ يقول بعض الأشخاص إنهم يشعرون بتسارع ضربات القلب بعد احتساء القهوة. تشرح Astrid Nehlig مديرة البحث في المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية (Inserm) والمتخصصة في آثار القهوة على الصحة: "يؤثر الكافيين على القلب، وبناءً على نمط جيناتنا، يمكن أن يرفع ضغط الدم لدينا أو لا يرفعه. لكن هذه الحساسية نادرة لأنه بالنسبة لغالبية السكان، تساهم القهوة بالفعل في تقليل عدم انتظام ضربات القلب".
صعوبة في النوم
تقوم هذه المشروبات المُنشطة أيضاً بتأخير بدء الخلود إلى النوم، لذلك نتجنب شربها في المساء. ولكن على الرغم من هذه العادة، قد يعاني الشخص الحساس للكافيين من الأرق، حتى إذا شرب الاسبريسو مثلاً بعد الظهر. تعتمد هذه الحساسية على الطريقة التي يقوم فيها جسمنا بالتخلص من الكافيين، كما تبلغنا Astrid Nehlig، وتقول: "هي تختلف على مستوى الكبد وفقاً لعملية الأيض الخاصة بكل شخص، وإذا كانت هذه الأخيرة بطيئة، يمكن أن يصل الوقت إلى 16 ساعة".
إذا كانت كمية الكافيين في الجسم كبيرة وقت النوم، يتم تثبيتها على مستقبلات الأدينوزين في الدماغ، وهو جزيء يعزز النوم، وبالتالي سيحد الكافيين من عملها. تقول Armelle Rancillac باحثة في علوم الأعصاب في Inserm وخبيرة في النوم: "كلما كانت مستقبلات الأدينوزين أقل في أدمغتنا، زاد تأثير القهوة على بدء النوم. وبالتالي، ستتأثر جودة نومنا وسيقل نومنا العميق. وإذا كنا نحاول تعويض التعب في اليوم التالي عن طريق زيادة جرعات الكافيين، سنقع في حلقة مفرغة وسيزيد تعبنا وسنعاني من قلة النوم".
الشعور بالتوتر والقلق
النوم غير الكافي بسبب القهوة يؤثر أيضاً على الجانب النفسي. تؤكد Armelle Rancillac أنه من اللحظة التي ننام فيها أقل، نقلل إلى حد كبير من تنظيم عواطفنا ليلاً، ما يزيد من التوتر في اليوم التالي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن القهوة المعروفة بفوائدها المنشطة، يمكن أن تزيد بمفردها من مستوى التوتر. عملياً، هي تحفز غدة صغيرة في الدماغ، الغدة النخامية، المسؤولة عن إنتاج الكورتيزول، وبالتالي هرمون التوتر. تذكر Faïza Bossy طبيبة عامة واختصاصية تغذية: "هناك ميل وراثي لهذه الظاهرة، والذي يمكن أن يزيد من ظهورها مع الشعور بالرجفة وتسارع نبضات القلب وتقلصات العضلات". وتضيف Astrid Nehlig "في الحالات الشديدة، يمكن أن يصل ذلك إلى حدوث نوبات هلع، خصوصاً في حالة تناول القهوة بكميات زائدة".
اضطرابات في الجهاز الهضمي
تُنشط القهوة أيضاً الجهاز الهضمي عند تناولها في نهاية الوجبة، حيث يحفز الكافيين إنتاج حمض الهيدروكلوريك، الذي يفترض أنه يساعد على هضم الطعام بشكل أفضل. "في حالة شرب القهوة بكميات زائدة، نشعر بآلام في البطن واضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والإسهال وحموضة المعدة، كما توضح الدكتورة Faïza Bossy.
مهما كانت كمية القهوة المستهلكة، يمكن أن يتأثر الأشخاص الذين لديهم حساسية في الجهاز الهضمي. تؤكد الطبيبة أنه لا ينصح بشرب القهوة عندما نعاني بانتظام من حرقة المعدة أو عندما نعاني من متلازمة القولون العصبي.
الإصابة بالصداع
قد تؤثر الحساسية على القهوة في بعض الأحيان في الحياة اليومية، بحيث تجعل التركيز صعباً وتسبب الصداع. عادة ما يكون لها تأثير مسكن للألم حيث تسبب تقلصاً في الأوعية الدموية في الدماغ، كما تقول الباحثة في علوم الأعصاب Armelle Rancillac. وبالتالي، عند التفاعل مع الكافيين، تنكمش الأوعية الدموية في هذه المنطقة، ويخف الصداع. وتوضح: "لكن للاستفادة منه، يجب أن تكون الأوعية الدموية لدينا غير متوسعة جداً وغير منكمشة جداً". لذلك، قد يواجه الشخص الذي يعاني من صداع تقلصاً كبيراً في الأوعية الدموية قد يؤدي إلى عرقلة هذا الأمر وعدم التخلص من الصداع.
التوقف عن احتساء القهوة تدريجياً
إذا شعرت بهذه الأعراض بشكل مزمن، تنصح الدكتورة Faïza Bossy بالتوقف عن استهلاكها بالكامل كإجراء احترازي. وتوضح Armelle Rancillac أن "أفضل وسيلة لمعرفة ما إذا كانت القهوة تسبب لنا الإزعاج، هي بعدم استهلاكها لفترة من الزمن". ومن أجل تجنب أي أعراض نتيجة التوقف عن احتسائها، توصي الخبيرتان بتقليل الكمية تدريجياً.