لايف ستايل
Fodmaps نظام غذائي لتخفيف آلام الجهاز الهضمي
تيفاني أونيت - مدام فيغارو
21-September-2023
يمكن أن نشعر بانتفاخ في البطن بعد تناول وجبة طعام، وقد يصبح هذا الانتفاخ لدى بعض منا مزمناً ويترافق مع آلام أخرى، مثل آلام البطن واضطرابات في الهضم، وقد نصاب بالإسهال أو الإمساك. وهذه الحالة هي أعراض لمتلازمة الأمعاء العصبية، أو ما يعرف بالتشنج المعوي الوظيفي، والتي تؤثر على 5 إلى 10% من الأشخاص.
في هذا السياق، يمثل الغذاء عنصراً أساسياً قادراً على تقليل حدة الأعراض. وقد أظهر نظام Fodmaps الغذائي نتائج إيجابية تخفف الأعراض بنسبة تصل إلى 90%، كما يذكر البروفيسور Pierre Desreumaux، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى جامعة Lille ورئيس مؤسسة DigestScience المختصة بأبحاث أمراض الجهاز الهضمي والتغذية. على النحو العملي، كيف يعمل هذا النظام الغذائي؟ وما هي آثاره؟
مضاد لآلام الجهاز الهضمي
يكمن وراء مسمى Fodmaps اختصار باللغة الإنكليزية: Fermentable Oligosaccharides، Disaccharides، Monosaccharides، وPolyols. تشير هذه المصطلحات إلى أربع مجموعات من السكريات ذات أحجام مختلفة تميل إلى التخمر في جهازنا الهضمي، وهي متواجدة بشكل واسع في غذائنا. وهذه السكريات المعقدة يتم امتصاصها بشكل ضعيف في الأمعاء الدقيقة، ويتم تكسيرها في القولون عن طريق البكتيريا، ما يؤدي إلى إنتاج الكثير من الغازات والسموم، والتي تسبب الانتفاخات وآلام في الجهاز الهضمي.
تم اكتشاف هذا الأمر في العام 2005 من قبل باحثين في قسم أمراض الجهاز الهضمي في جامعة Monash في ملبورن، أستراليا. يقول البروفيسور Pierre Desreumaux إن العلماء لاحظوا أن هذه الاضطرابات الهضمية تؤثر بشكل خاص على الأشخاص المعرضين لمتلازمة الأمعاء العصبية. ويرجع ذلك إلى تسرب جدار الأمعاء لديهم وعدم توازن النباتات الطفيلية لديهم.
استناداً لهذا الاكتشاف، قام الفريق الأسترالي بقياس نسبة Fodmaps في مجموعة واسعة من الأطعمة، بما في ذلك الفواكه والخضروات والخبز والحبوب والمكسرات والبقوليات ومنتجات الألبان والأطعمة المعالجة. سمحت لهم هذه المعلومات بصياغة نظام غذائي يحتوي على نسبة منخفضة من Fodmaps. تؤكد Oriane Macke Chaouat، اختصاصية تغذية معتمدة من جامعة Monash (أستراليا): هو ليس نظاماً غذائياً بالمعنى الحرفي، ليس هدفنا فقدان الوزن ولكن الهدف هو تخفيف آلام الجهاز الهضمي. يضيف البروفيسور Pierre Desreumaux: إن تقليل استهلاك كل هذه الأطعمة بشكل كبير يسفر عن تحسن ملحوظ في الأعراض لدى 60 إلى 80% من الحالات.
الأطعمة التي يجب تجنبها
إن قائمة الأطعمة التي تتضمن مستويات عالية من Fodmaps طويلة. بالتالي، تتواجد الـoligosaccharides في الخضروات مثل الكراث والبصل واليانسون، وبعض الفواكه مثل الموز والمشمش والكاكي، وأيضاً في الحبوب مثل القمح والشعير، وكذلك البقوليات مثل العدس والحمص. أما الـ disaccharides، فيمكن العثور عليها في منتجات الألبان الغنية باللاكتوز والمنتجات المعالجة. الـmonosaccharides ، توجد في بعض الفواكه مثل التفاح وبعض الخضروات مثل الهليون، وحتى في العسل. أخيراً، فإن الـ polyols تتواجد أيضاً في فئة الفواكه (الكرز والأفوكادو والبطيخ) والخضروات (الملفوف والفطر).
كيفية استخدام النظام الغذائي
وفقاً للمحترفين الصحيين، يجب أن يتم استخدام طريقة Fodmaps تحت إشراف طبي. تقول Oriane Macke Chaouat إنه قبل مراجعة اختصاصي تغذية، يفضل زيارة اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي لاستبعاد أي مشكلة هضمية أكبر.
عادةً، يتم تنفيذ النظام الغذائي على ثلاث مراحل. تتضمن المرحلة الأولى تجنب جميع الأطعمة الغنية بـ Fodmaps لإتاحة فرصة للأمعاء للراحة لمدة تتراوح بين 2 إلى 6 أسابيع، ومراقبة ما إذا كانت الأعراض تتحسن أو لا. تقول خبيرة التغذية: يُسمح ببعض الأطعمة التي تحتوي على Fodmaps بكميات محدودة ولكن بحذر، تلك ذات تأثير البروبيوتيك مثل مخلل الخيار والخضروات المعلبة، أو بعض منتجات الألبان مثل الجبنة.
تعتمد المرحلة الثانية من هذه الحمية على إعادة فحص Fodmaps، مع اختبار كل فئة من السكريات تلو الأخرى لملاحظة تأثير كل منها على الأعراض الهضمية. تستمر هذه العملية لمدة تتراوح بين 6 و8 أسابيع. بعد ذلك، يأتي دور المرحلة الثالثة: إعادة إدخال جميع الأطعمة في الوقت نفسه، مع مراعاة الحساسية الهضمية لكل شخص في ما يتعلق بأطعمة معينة غنية بالـ oligosaccharides أو الـ polyols.
تنبيهات
حذر المحترفون الصحيون من أنه ذا لم تكن لديك مشاكل هضمية، فقد تكون حمية Fodmaps غير فعالة. وعلى النقيض، يجب أن يحصل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الجهاز الهضمي أو نقص كبير في التغذية على استشارة طبية قبل أن يتجهوا نحو هذه الطريقة.
يقول Pierre Nys، اختصاصي الغدد الصماء واختصاصي التغذية إنه يجب التوقف عن اتباع هذا النظام الغذائي في حال لم يلاحظ الشخص تحسناً خلال 8 إلى 10 أيام.
أخيراً، يذكر المحترفون الصحيون أن النظام الغذائي وحده لا يكفي دائماً للتخلص من آلام البطن. إن النمط الحياتي الصحي وممارسة النشاط البدني بانتظام يساهمان في تقليل الأعراض المرتبطة بالاضطرابات الهضمية، بالإضافة إلى الأنشطة التي تساهم في خفض مستوى الإجهاد والألم، مثل السوفرولوجيا والتأمل.