مشاهير
إليان خوند
الملهمة
غادة كلاس
7-December-2023
انها إليان خوند التي حققت نجاحات متتالية في عالم التمثيل والاعلام على حدٍ سواء، ولكن طموحاتها الكبيرة جعلتها لا تكتفي بما حققته، بل آثرت الابتعاد لتعود الى الاضواء مجدداً أكثر قوة واصراراً، متسلحة بما راكمته من خبرات ومعارف، لتستعد اليوم لاطلاق برنامج غير مسبوق، في القالب والمحتوى، يؤرخ لقصص نجاحات كبارٍ، ليُلهم الشباب ليحققوا هم ايضاً نجاحاتهم... تقول ان رسالتها لكل امرأة ألا تنتظر احداً ليقول لها انها جميلة او ذكية، بل ان تقول ذلك لنفسها في المرآة وان تنظر الى نجاحاتها فتثق هي اولاً بذكائها وقدراتها ، وان تفكر في الصعوبات التي تخطتها وتقول لنفسها: "كم انت قوية".
عرفك الجمهور وأحبك كممثلة ومن ثم كمقدمة برامج على شاشة الـ mtv لتبتعدين بعدها بشكل مفاجىء ولمدة سنة كاملة. اين كنت وما سر هذا الإبتعاد؟
في الحقيقة، لقد انتقلت للعيش في دبي حيث أسست شركتي الخاصة بعيدًا عن الاعلام والتلفزيون. كما كنت حينها أكمل دراستي في الاعلام وعلوم السياسة.كان لا بد من هذا الإبتعاد قليلاً حتى أعود مسلحة بالنضوج. دخلت المجال صغيرة وبحثت عن هويتي في تجارب مختلفة فكان لا بد من الإبتعاد لأعود بخيارات جديدة تطورني. التمثيل كان تجربة من التجارب التي أحبها وقد أبتعدت عنه منذ فترة طويلة وذلك بانتظار الدور الذي أطمح اليه. أعرف ان في داخلي ممثلة موهوبة، لذا أتمنى ان تكون عودتي الى هذا المجال بهدف اثبات قدراتي الفعلية، كما حصل في المجال الاعلامي، فانا عدت بإطار وفرصة جديدة.
تصدر في الآونة الاخيرة خبر انتقالك الى قناة الجديد ومنذ اطلالتك الاولى اصبحت حديث الناس، ما الذي شجعك على العودة الآن بالذات؟
أنا لم أترك الاعلام بشكلٍ تام، بل كل ما في الامر انني أخذت استراحة منه لأني وصلت الى مرحلة شعرت خلالها اني أكرر نفسي ولا أقدّم شيئًا جديدًا يرضي طموحي، فكان لا بد لي أن أتوقّف لأعيد حساباتي ولأبحث عن الفرصة المناسبة . كما كان لا بد من العودة الى الدراسة لأتمكن من التقدم لأرضي طموحاتي كوجه تلفزيوني.
يبدو انك اردتها عودة مدوية مع اختيارك لتقديم برنامج هام رصدت له المحطة ميزانية عالية، اخبرينا عنه؟
سعيدة جداً بإنضمامي الى أسرة محطة "الجديد" التي احتضنتني من اليوم الأول بكثير من المحبة. شعرت من اللحظة الأولى انني محاطة بعائلة كبيرة. متحمسة جداً لإنطلاقة برنامجي، وهو برنامج حواري يلقي الضوء على شخصيات عصامية. هو مشوار البدايات والتحديات لرجال وسيدات أعمال هم اليوم ناجحون، ويُعتبرون قدوة في مجالهم. سيتم التصوير مع الضيف في مملكته أي بيته ومع عائلته وفي مركز عمله. يضع البرنامج انجازات الضيوف تحت دائرة الضوء، وحتى الصعوبات التي مروا بها وكذلك لحظات الفشل التي سبقت النجاح، والتي زادتهم اصرارًا على تحقيق ما يطمحون اليه. وكل ذلك بهدف استنباط الحكم واسرار النجاح من أربابه من جهة، ومن جهة أخرى بهدف تقديم برنامج يُلهم الجيل الجديد ويحفزهم، هم ايضاً، على تحقيق النجاح.
من نشرة الأخبار الفنية الى عالم رجال الاعمال وقصص نجاحاتهم، الى اي مدى يشكل هذا البرنامج تحديا بالنسبة لك؟
لا يشكل تحديًّا بالنسبة لي وحسب، بل هو وسيلة أريد ان أثبت من خلالها لنفسي أولاً، ان مجهودي وتجاربي طيلة السنوات الماضية وعملي الدؤوب على صقل موهبتي بالعلم والثقافة، لم يذهب سداً، وان الوقت قد حان في النهاية لأحقق ما أصبو اليه.
من خلال تطرقك الى قصص نجاح مجموعة من ابرز رجال الاعمال، ستكونين بلا شك، وكما قلت، ملهمة للكثيرين من الشباب، الى اي مدى سيحملك هذا البرنامج مسؤولية كبرى في هذا السياق؟
بالطبع انها مسؤولية كبرى، لا سيما وأن طريقة تقديم الرسالة وكيفية بثها للجيل الجديد مهمة جدًّا ، فأنا مسؤولة عن تقديم الضيف الى الجمهور بأعلى قدر ممكن من الشفافية والمصداقية، وسأحرص كل الحرص على اظهار شخصية الضيف بكل جوانبها، فسر النجاح يكمن في التفاصيل الصغيرة التي صنعت فيما بعد قصة ملهمة. لقد كنا المحطة وفريق العمل وانا، انتقائيين الى ابعد الحدود في اختيار الضيوف الذين يمكنهم، ومن خلال مسيرتهم المضيئة، أن يلهموا الجيل الصاعد بقصص نجاحاتهم وكيفية تخطيهم للأزمات والحواجز التي واجهتهم.
كمحاورة، هل سنراك في دور القاضي المستفز ام كإعلامية حيادية وموضوعية؟
مستفزة نعم، ولكن بطريقة ايجابية، لأحمل الضيف على البوح بمكنوناته وتوضيح المواقف التي اتخذها في ظروف معينة، وبهدف إلقاء الضوء على مكامن الالهام في قصص نجاحاته. اي اني سأكون مستفزة لأحمل ضيوفي على قول افضل ما عندهم. كما اني معروفة كاعلامية بالموضوعية والحيادية اللتين اتبعتهما في مسيرتي الاعلامية. كما ان البرنامج لا يتطرق الى السياسة بل الى تجارب حياة صناّع النجاح بمختلف وجوهه.
"قصتي بعد النجاح" هو اسم البرنامج الذي ستقدمينه عبر "الجديد"، ولكن ماذا عن قصة نجاح اليان خوند؟
أنا امرأة آمنت بنفسها وآمنت بأحلامها وعملت بجدٍ للوصول الى ما هي عليه اليوم، وما زالت أحلامي كبيرة وطموحاتي واسعة وأعمل بإصرار على تحقيقها... فبطبيعتي، مهما تعبت لا أتوقف عن بذل مجهود إضافي لأحقق مرادي. وأعتقد أن الانسان الذي يؤمن بنفسه وبقدراته، لا يمكن للفشل أو التعب أن يثنياه عن أهدافه... فبالنسبة لي، فإن بعض التجارب التي فشلت زادتني اصرارا وثباتا فعملت على تطوير نفسي حتى حققت النجاح.. وربما يأتي اليوم الذي سأخبركم فيه قصة نجاحي. لم تكن حياتي سهلة الا انها حتى الآن غنية بتجارب أفتخر انني تخطيتها بحكمة وتصالحت معها حتى أتمكن من المضي قدماً في مسيرتي. فالحياة تُراكم قصصا وتراكم فرصا وخيارات ومواقف تجعل من تجربتنا تجربة ملهمة بامتياز.
من "سولو الليل الحزين" و"الحرام" و"الهيبة الحصاد" وغيرها من الاعمال الناجحة التي شاركت فيها وحصدت اعجاب المخرجين والنقاد، ما الذي دفعك الى التخلي عن التمثيل "حلمك الاول" والتوجه نحو الاعلام؟
أنا لم أتخل عن التمثيل لكنني ابتعدت قليلا لأنني لم أجد الفرصة الحقيقية التي أنتظرها ، وكنت في تلك المرحلة قد دخلت مجال الاعلام حيث تم تشجيعي وتحفيزي على تقديم الأفضل... وهكذا، استطعت أن أثبت نفسي من خلاله، ولذا إرتأيت حينها أن أركز جهودي وطاقتي في مجال واحد، إلى أن تـأتي الفرصة التي تعيدني الى مهنة هي شغف أيضاً بالنسبة لي. الجميل في مجال التلفزيون هو المقدرة على التلوّن وإختبار تجارب مختلفة الى أن يثبت الموهوب نفسه. والتجربة حق، مع العلم أن البعض يعتبر التنوع ضياعا للهوية.. اما انا فاعتبره غناً يساعد في معرفة نقاط القوة والضعف لدى كل واحد منا، ويثبت هوية الفنان على المدى البعيد.
اين تجدين نفسك اكثر في التمثيل أم في تقديم البرامج؟
غالبا ما يُطرح علي هذا السؤال . من الصعب أن أختار بينهما فأنا أحب التمثيل كثيرا كما أني أحب الاعلام ايضاً، فكل مجال منهما يُخرج مني طاقات مختلفة ولكنني مع ذلك أعتقد أن الاعلام أنصفني أكثر.
هل هذا يعني انك غير راضية عن الادوار التي قمت بتقديمها؟
أبدًا فالأدوار التي قدمتها كانت عبارة عن بطاقة هوية وولادة لي في مجال كان جديداً عليّ. كل ما في الامر أن فرص تقديم البرامج سرقتني من التمثيل وانا في بداية الطريق فلم يتثنى لي أن اجمع تجارب ترضيني لكنني في المقابل أعرف أنني أملك موهبة في التمثيل وطموحي مفتوح على كافة الإحتمالات.
اين تشعرين بأنك ظُلمت في عالم الدراما؟
لست من مدرسة الشعور بالظلم، ولا اسمح ان يحولني احد الى ضحية في اي تجربة مهنية او حياتية. مجال الدراما كأي مجال آخر يحتاج الى تراكم أعمال لتثبيت النجاح، وانا إنتقلت بسرعة الى مجال آخر قبل أن تكون لي أعمال عديدة، بكل بساطة.
ما هو سر نجاح اليان؟
أعتقد أن سر نجاحي يعود أولا الى ايماني بنفسي وبقدراتي على تحقيق اهدافي، وثانيا يعود نجاحي الى مقدار الجهود التي أبذلها لأتعلم من تجاربي ومن قراراتي الخاطئة أحيانا، والتي أخذت دروسا منها للمستقبل وعلمتني الكثير، فأنا شخص يعمل دائما على تطوير نفسه بحيث أسعى دائما الى الكمال لا سيما في عملي.
بالنسبة لك، ما هو الخطأ الاهم الذي تندمين عليه اليوم، وما الذي تعلمته منه؟
ليس هناك ندم في قاموس حياتي، فحتى الخيارات الخاطئة ضرورية أحياناً لتغير في حياتنا ونطور معتقداتنا. الحياة تجربة نرتقي من خلالها. وما يهم هو ان لا نقف عند اخطائنا وألا نعمل على معاقبة انفسنا، بل علينا ان نسير الى الامام حاملين تجارب الماضي كدرس نتعلم منه في خياراتنا المستقبلية.
ما كان اكبر تحدٍ واجهته خلال مسيرتك المهنية؟
أكبر تحد واجهته هو أن أثبت نفسي بين مجموعة من اهم الاعلاميين والاعلاميات الذين سبقوني في هذا المجال. وقد تعبت كثيرا لأحجز لنفسي مكانة بينهم وأنطلق. لا أخفي عليكم ان كل المجالات التي تسلط الضوء على الإنسان هي مجالات صعبة وتحتاج للفرصة وتحتاج للحظ وتحتاج لعوامل كثيرة لا تقف عند الموهبة والإجتهاد.
من كان الداعم الأكبر لك؟
الداعم الأكبر لي هي اليان الطفلة الموجودة في داخلي والتي آمنت بحلمها وكسرت مخاوفها وإنطلقت على الرغم من العراقيل التي وقفت في دربها. وعندما كبرت، ظلت تحلم... وهي تذكرني بما أريد تحقيقه، وتذكرني بأني قادرة على تحقيق ما أريد، وهي التي تشجعني حتى اليوم، وتحثني على المثابرة مهما تعبت أو فشلت أو خسرت، فهي بالتالي الداعم الأكبر لي.
أعداء النجاح كثر، كيف تعاملت معهم؟
طبعا هناك أشخاص كثر يحاربونك من دون حتى أن يعرفوك وأنا أرد عليهم بالمزيد من المثابرة والإصرار على النجاح. بالطبع، البعض يستطيع أن يعرقل نجاحك بحيث يتطلب وصولك وقتاً أطول، ولكن في النهاية ستصل رغما عنهم ولا يصح الا الصحيح.
ما هو المبدأ الذي تسيرين عليه في حياتك المهنية؟
مبدأي هو التركيز على عملي وعلى نفسي بحيث لا اسمح لها بالغرق في المشاعر السلبية. يمكن أن أتطلع الى أعمال الآخرين الناجحة، ولكن لا اسمح لمشاعر الغيرة أن تزعزعني.. ربما اسمح لنفسي بغيرة ايجابية تدفعني الى تقديم الأفضل ولكن دون ان أؤذي الآخرين. أحاول قدر المستطاع أن احيط نفسي بالإيجابية وبأناس إيجابيين حتى لا استنفذ طاقتي واركز كثيراً على اهدافي بدلاً من مراقبة اهداف وانجازات الآخرين.
اخبرينا عن إليان الانسانة بعيداً عن الاضواء؟
أنا انسانة أحب البيت والعائلة وكلما أردت الهروب من ضجيج الحياة ومن الضغط الذي نعيشه ألجأ الى أمي واخوتي الذين أمضي معهم أحب الأوقات الى قلبي فهم يجعلونني اشعر بالأمان. أحب البساطة لكنني حساسة جدا ما يجعلني انطوائية بعض الشيء، فأصدقائي معدودين وأميل أكثر الى الوحدة.
يقال أن النجاح كالثورة يولدان من رحم الأحزان؟
بالفعل، فأنا أعتقد أن الإنسان الذي يواجه صعوبات وأحزان في صغره تكون طموحاته أكبر من الآخرين الذين تكون حياتهم سهلة، فإن الأحزان تخلق لديه المزيد من الاصرار لمواجهتها وتخطيها، ولذلك، فهو يتميز وينجح أكثر.
ماذا تقولين للمرأة العربية؟ وبماذا تنصحين اولئك اللواتي يمررن بتجارب مشابهة لتجربتك؟
أنا من المدافعين عن حقوق المرأة فأنا أشجع المرأة على العمل وعلى تطوير نفسها وأن تكون مثقفة ومنتجة وأن تعتمد على نفسها وأن تعرف متى تقول لا ومتى تنسحب ومتى تتوقف عن التضحية على حساب طموحاتها ونجاحاتها وأحلامها . فرسالتي لكل امرأة هي : " لا تنتظري من أحد أن يقول لك كم أنت جميلة بل قفي كل يوم أمام المرآة وقولي لنفسك أنك جميلة... و لا تنتظري من أحد أن يخبرك كم أنت ذكية بل أنظري الى نجاحاتك وثقي بذكائك، كما لا تنتظري من أحد أن يقول لك كم أنت قوية بل فكري بالصعوبات التي تخطيتها واعرفي مقدار قوتك التي لا يستهان بها. انها رسالتي الى كل امرأة.
بعيداً عن الاعمال، ما هي هوايات اليان؟
أحب المطالعة كثيرأ ، كما أعشق الهدوء والتأمل.
اين هو الحب في حياتك؟
أحب أهلي وتعلمت ان احب نفسي (ضاحكة) أعتقد انه كلما كانت المرأة مستقلة وناضجة ومعتمدة على نفسها يصعب عليها أن تتقبل أي إنسان أو أن تجد الإنسان الذي تبحث عنه . أنا بالطبع جاهزة للحب وللارتباط لكنني لم أجد بعد الانسان الذي تكمل أفكاره افكاري واحلامه احلامي، فأنا لست مستعدة لأن أدخل في تجربة زواج فاشلة كما اني أؤمن أن الانسان المناسب يأتي في الوقت المناسب.
كتابك المفضل
Lean in
لونك : الأبيض فهو سيد الالوان بالنسبة لي
زهرتك: الأوركيديه
حكمتك في الحياة : ألا يخجل الانسان من أخطاء الماضي بل أن يكون فخورا أنه تعلم منها ونجح... فبطبيعتها، تخفي المرأة ماضيها واخطاءها اكثر من الرجل. برأيي، عليها ان تكون فخورة بها لأنها بالتأكيد علّمتها وصنعت منها ما هي عليه اليوم من قوة ونجاح. فأنا شخصيا، أفتخر بماضيَ وأرى أن كل قرار اتخذته، خاطىء كان ام صائباً، هو كـ "الندبة" او العلامة التي جملّت الماضي بكل ما فيه من نجاحات واخفاقات.
اذا ما خيروك بين النجاح والحب، ايهما تختارين
بصراحة أنا أفضل النجاح لأنني من دونه أشعر كأني ميتة، فأنا لا أستطيع العيش من دون نجاح