مشاهير
اعترافات ريتا حرب! لـ SPECIAL MADAME FIGARO
غادة كلاس
25-January-2024
نجمة اعلام ودراما... اشبه بأميرة من زمن الاساطير، بجمالها واناقتها المتميزة وبذكائها الذي قادها من نجاح الى آخر...
رفضت الا ان تكون ناحجة في كل ادوارها كإمرأة وكأم وكسيدة مجتمع من الطراز الرفيع، وكإعلامية بارزة استطاعت بحنكتها ان تجعل ضيوفها يفتحون قلوبهم لها ويسجلون معها اعترافاتهم "مع ريتا"... اما في الدراما فأثبتت قدراتها التمثيلية وحضورها الآسر في باقة من الادوار المركبة من جويل في "ستيليتو" الى نورا في "الخائن"، المسلسلان اللذان لا يزالا يحققان اعلى نسبة مشاهدة في العالم العربي...
ريتا حرب... نجمة متألقة على شاشاتنا... تبادلنا معها الادوار في "سبيسيال مدام فيغارو" لتسجل معنا اعترافات عن اسرار نجاحها وتألقها المستمر... وأسرار أخرى...
جميعنا يعرف ريتا حرب المرأة الجميلة، والمحاورة الذكية والممثلة النجمة، ولكن ماذا عن ريتا حرب الإنسانة، ماذا تقولين عنها؟
أشكرك على المقدمة الجميلة.أما عن ريتا الإنسانة فهي مثل كل الناس. لقد كنت منذ صغري تحت الأضواء في أكثر من مجال مثل الإعلانات وعرض الأزياء مع مصممين عالميين من مثال ايلي صعب وغيره. كما صورت الفوازير وعملت في محطة أوربت وOSN وما زلت حتى الآن أعمل في مجال التمثيل... ولكن كل هذا لم يغير شيئًا في ريتا الإنسانة الحساسة والشفافة والتي تبكي على أمور إنسانية مؤثرة. قد يراني البعض من الخارج امرأة قوية ولكن تصرفاتي تنبع من القلب ومن العاطفة قبل العقل. فأنا في حياتي اليومية أنزع عني عباءة ألممثلة والإعلامية وأتصرف كأم وكربة منزل تقوم بكل واجباتها كالطبخ والتسوق والاهتمام بالاولاد، فأنا خارج العمل إنسانة عادية جدًّا.
أخبرينا عن طفولتك.
نظراً الى انتمائي الى جيل الحرب، عشت طفولة مؤلمة نوعًا ما، فقد مات اشخاص مقربين منا واصدقاء جراء الحرب التي لم تكن تنتهي، كما تعرضت مدرستي حينها للقصف وقتل رفاق لي أمام ناظري... خوف وملاجىء وأصوات القذائف وأنين المسنين... هذه كانت ذكريات طفولتي بشكل عام.... أما لجهة عائلتي فقد كنت الأصغر بين أخوتي والفتاة الوحيدة بين صبيين يكبرانني سنًا ، فكنت المدللة عند اهلي. ولكنني ومنذ صغري، كنت فتاة مسؤولة تعتمد على نفسها ويمكن الاتكال عليها. لذا، لا استطيع التحدث عن طفولة وردية بل بالعكس لقد كانت طفولة أسرتها الحروب والخوف والتهجير.
انتخبت ملكة جمال جبل لبنان ، الى أي مدى كان جمالك جواز عبور بالنسبة لك الى عالم الشهرة والنجاح؟
صحيح ان الجمال هو جواز عبور ولكن يجب على الانسان ان يفكر بعقله ويعمل بطريقة صحيحة والا فأنا أجد أن الجمال يمكن ان يكون ايضاً حاجزاً بينك وبين النجاح، فهو سيف ذو حدين لانه يمكن أن يفتح امامك مجالات واسعة وواعدة إن كنت تتحلّين ايضاً بالذكاء والفطنة، وبغيابهما لن يفيدك الجمال بشيء. اما انا، فقد انطلقت من عروض الأزياء والاعلانات الى مسابقات الجمال وليس العكس فالجمال لم يكن هو مفتاح النجاح بالنسبة لي.
أصبحت أماً في عمر صغير جدا ، ماذا علمتك هذه التجربة الجميلة والصعبة في الوقت نفسه، ماذا أخذت منك وماذا أعطتك؟ وهل تنصحين ابنتيك ستيفي وميشيل بالزواج في عمر مبكر؟
بالفعل، لقد تزوجت في عمر صغير وأنجبت ابنتي الأولى في سن مبكرة، ثم أنجبت الصغرى بعد ثلاث سنوات، وتحملت مسؤوليتهما كأم، فكان الناس يقولون عني بأني "طفلة تحمل طفلة". انها بالفعل تجربة جميلة من ناحية وصعبة من ناحية أخرى، انه التوصيف الصحيح لتلك الحالة، فقد حملتني مسؤولية كبيرة لا سيما انني لا استخف بالامور وآخذ كل شيء على محمل الجد كما انني لا احتمل الفشل. فأخذت أقرأ الكتب التي تختص بكيفية عناية الام بطفلها... ولم اكن اريد أن ُيقال انني صغيرة ولا اجيد الاعتناء بطفلتي، فكان الأمر بالنسبة لي تحديا ولم أرد أن أفشل به. أما الامر الايجابي في امومتي المبكرة هو انني اليوم قريبة جدا من بناتي لجهة العمر وطريقة التفكير ولا يفرقنا عدد كبير من السنوات، فتشعران انني صديقتهما وليس والدتهما. ولكنني ومع روعة الامومة، لا انصح احد بالزواج باكراً فأنا لم أعش حياتي بكل مراحلها فعندما كان من المفترض أن أخرج برفقة اصدقائي، كنت حينها مسؤولة عن طفلتين صغيرتين. على المرء ان يعيش كل مراحل حياته ليكون قراره مبنياً على نضج وخبرات حياتية.
أما بالنسبة لابنتيي ستيفي وميشيل فالأمر الوحيد الذي أصريت على رفضه هو فكرة الزواج المبكر أما باقي الأمور فأنا أشرح لهن وجهة نظري وأعطيهن حرية الاختيار. أنا بالطبع أحب أن يتزوجن وينجبن ولكن في الوقت المناسب.
أخبرينا عنهما.
كلاهما داعمتان لي في كل خطوة أخطيها وفي كل عمل اقوم به. ستيفي الكبرى وقد حازت على ماجستير في الهندسة المعمارية من جامعة "مونبلييه" في فرنسا وهي الآن تعيش معي في بيروت، تساعدني في عملي وأستطيع الاعتماد عليها في كل شيء. لكنها لا تحب الأضواء، بل ترافقني دائما وتقوم بتصويري حتى انني أعتبرها فردا من فريق العمل، وانا سعيدة بذلك. أما ميشال فهي الصغرى وما زالت تدرس وتحضر لشهادة الماجستير في علم التغذية وهي تشبهني من حيث حبها للأضواء والكاميرا. حنونة، ولا تعارضني كي لا تجعلني اشعر بالحزن، اما ستيفي فلا تتنازل ابداً عن موقفها. لكل واحدة منهما شخصيتها المختلفة التي تميزها وتعزز مكانتها في قلبي.
أي مجال هو الأحب إلى قلبك : التمثيل ام الاعلام؟ واين تجدين نفسك اكثر؟
يصراحة، أنا أحب كلا المجالين وقد اخترقت الاثنين. في المرة الأولى التي وقفت فيها أمام الكاميرا كانت في الفوازير مع الممثل سامر المصري وكانت مهمتي التقديم والتمثيل وما الى ذلك. ثم انتقلت الى التقديم في محطة "أوربت"، ومن خلال تجربتي هذه، دخلت عالم التمثيل من بابه الواسع كنجمة. من حيث الاحتراف والاتقان، اختار الاعلام، فهي المهنة التي اتقنها، اما لجهة الشغف، فيذهب خياري نحو التمثيل الذي أعتبره هواية وعمل في الوقت نفسه، وطالما افكر بالتمثيل كهواية علي تطويرها لأبدع أكثر وبالتالي ليبقى لدي شغف وحماس متواصل للتمثيل.
تحققين نجاحا تلو الآخر، من مسلسل "عروس بيروت " الى "ستيليتو" و "الخائن" ثم برنامج "اعترافات مع ريتا " الذي يُعرض عبر قناة الجديد، برأيك هل تأخرت نجومية ريتا في عالم التمثيل لانشغالك في الاعلام، أم لأسباب أخرى؟
كما ذكرت سابقا لقد بدأت بالتمثيل سنة 2012 وذلك من خلال أدوار البطولة المطلقة في أعمال عديدة مثل "مراهقون" ثم كرت السبحة بشكل سنوي بحيث كنت أشارك في عمل رمضاني كل سنة، من مثال "عشرة عبيد زغار"، "أدهم بك"، "حياة سكول" وغيرها... وهي أعمال تعتبر لبنانية بحتة، لهذا فمن الممكن الا يكون المشاهد العربي قد عرفني من خلالها لانه لم يتسنَّ له مشاهدتها. اما عربياً، فقد كانت انطلاقتي مع مسلسل "طريق" وبعده "ضرب الرمل" وهو عمل سعودي وكنت اللبنانية الوحيدة فيه وبعدها كما ذكرتم، جاء "عروس بيروت" و"ستيليتو" و"الخائن" الذي يُعرض الآن. كما ان عدم دخولي مجال التمثيل قبل العام 2012 رغم طلبي للعمل في مسلسلات وافلام مصرية وسورية، كان بسبب زواجي المبكر واهتمامي بالاولاد فلم أشأ أن اتركهم وأسافر بداعي التصوير، ما جعل نجوميتي تمثيلياً تتأخر عربياً. اما "اعترافات مع ريتا" فقد عرض عليّ بعدما حصل شرخ كبير بيني وبين قنوات "أوربت" بعد عشرين سنة من التعاون المتواصل، وقد انهينا الموسم الأول من البرنامج ونحن بصدد التحضير للموسم الثاني.
أي حلقة من برنامج "اعترافات مع ريتا" أو أي ضيف أثر بك أكثر، أو ما هي العبارة التي استوقفتك وعلى لسان مَن؟
في الحقيقة، هناك أكثر من حالة أثرت بي. فحلاوة البرنامج تكمن في انه حقيقي جدا وعميق جدا وهو يلامس مشاعرنا بأجمل صورها، فأنا لم اجري مقابلة لم تؤثر بي وتلامس حياتي الخاصة بشكل ما بالأخص حلقة كميل شمعون وابنه، فحين كان يخبر عن الحادث الذي تعرض له والمراحل التي مر بها، كنت كأنني أمام المرآة وكأنه يتحدث عن حالتي وحالة العديد من اللبنانيين... كما أثرت بي مروى الأطرش التي ترعبها فكرة خسارة والدها لشدة تعلقها به وقالت انه اذا رحل سترحل خلفه... ذكرتني بمعاناتي مع والدي اثناء اصابته بالسرطان، لكن الفرق ان والدها انتصر على المرض وسمّته البطل، أما والدي فهو بطل رغم وفاته.
ما مفهومك للزواج اليوم وأنت أم عزباء بعد الانفصال وهل أنت مع تجربة زواج ثانية؟
لست معقدة من فكرة الزواج بالمطلق، وكانت لدي علاقات كادت ان تصل الى زواج ثان، إذ كانت آنذاك الفكرة واردة ان اعيد تجربة الزواج وبناء عائلة من جديد.. أما اليوم فصرت أرى ان حريتي أهم من الارتباط.
بين دور جويل في "ستيليتو" ودور نورا في "الخائن" أيهما الأقرب اليك؟
الاثنين، ودائما ما أقول أن مسلسل "ستيليتو" وأجواءه بشكل عام أقرب الى قلبي، لا سيما انني تعرضت لحادث كبير أثناء التصوير، وتغيرت حياتي، ومع ذلك أكملت التصوير وأنا استند على العكازات، ولذلك، فإن هذا المسلسل، ترك اثراً في قلبي وفي جسمي. كما اني أحب جويل و"هضامتها"، ومن خلال هذا الدور أظهرت جانبا من شخصيتي. أما دور "نورا" فهو أيضا مؤثر... فهي تظهر أحيانا طيبة ولكن عندما يتعلق الأمر بعائلتها، تتحول الى امرأة شريرة مستعدة للقيام بأي شيء من اجلها. هذا الدور وبكل أبعاده يجسد دور الأم التي تشبهني، فأنا ايضاً قد اخرج مخالبي اذا ما تعلق الامر بحماية بناتي... ليس من الضروري أن أكون مثل "نورا" لأن بناتي لسن مثل "تيا" بل يتمتعن بنضج فكري واخلاقي... ولكن إنها الام التي تذهب للدفاع عن عائلتها الى أقصى حد. اذا لنقل انني اليوم أميل الى دور نورا.
كيف تنظرين الى دورك المركب في "الخائن" الأم التي تدعم ابنتها لتقترن بزوج خائن وان تجعل امرأة أخرى تعيش مرارة الخيانة التي لم تستطع هي نفسها تقبلها؟
على فكرة سؤالك جميل ويعطي بعدًا آخر للشخصية، ولكن لنتفق ان "نورا" هي في الأصل ضد علاقة ابنتها برجل متزوج وضد دمار بيت امرأة أخرى أي هي ضد الفكرة ككل، ونصحتها عدة مرات ان تتركه لزوجته، ولكن عندما وجدت نفسها أمام الأمر الواقع وبعدما علمت ان ابنتها حامل، اخذت تستميت في الدفاع عنها بعدما تزوجت وأصبح لديها عائلة. في النهاية، هي تصرفت كأم تريد الأفضل لابنتها.
وافقت وبجرأة كبيرة على القيام بدور الأم للممثلة مرام علي التي لا تصغرك كثيرا . كيف تنظرين الى هذا الأمر؟
لا شك ان هذا الموضوع احدث لغطا كبيرا ولا انكر انني انا أيضا ترددت وكانت لدي مخاوفي ولكن في النهاية انتصرت ريتا الممثلة، خاصة ان الدور يستحق، فنحن كممثلين لا نحصل دائما على دور يظهر قدراتنا التمثيلية و"الخائن" وعلى مر حلقاته سيظهر ريتا الممثلة القديرة والقادرة على لعب اي دور مهما كان صعباً ومعقداً.
ماذا عن برنامج "اعترافات مع ريتا" الذي يحقق أيضا نجاحا غير مسبوق ... لماذا اخترت الغوص في الحياة الشخصية لرجال السياسة والمشاهير؟
الحمدلله فهذا أيضا كان تحديا آخر بالنسبة لي، ففي حين كنت قد اتجهت اكثر الى التمثيل وكنت انتظر عرض عملي الجديد "الخائن"، عُرض عليّ هذا البرنامج. ترددت في البداية في القبول، فأنا بطبعي افكر كثيرا وادرس أي خطوة او عمل جديد، ولكنني عدت ووجدت ان البرنامج كان في محله واصبح يشكل نوعا من العلاج النفسي لي وللضيوف وهو أقرب الى جلسة في منزلي منه الى برنامج في استوديو، وهو الأمر الذي يمنح الضيوف راحة اكبر، ويجعلهم يفضفضون ويخبرون قصصهم ان كانت تتعلق بمرض او بقصة حب او علاقة ام واب او ام بابنائها، ولذا دخل البرنامج الى قلوب المشاهدين لأنه من القلب الى القلب... واصبح البرنامج الأول على online محطة "الجديد" وعلى الأخص عندما استضيف السياسيين الذين نراهم عادة بصورة جدية وقاسية، اما في "اعترافات مع ريتا" فنراهم في مقلب انساني آخر يلاقي استحسان الجمهور.
انا مسرورة جدا بهذه التجربة فقد اكتشفت اننا عندما نتحدث بصوت عالٍ عن تجاربنا بصدق وعفوية يكون ذلك بمثابة علاج لنا.. فمثلا قصة الياس شحود وامه التي مرت بتجارب قاسية جدا كطلاقها وفقدانها لابنها وكادت ان تفقد الابن الثاني ولبست الأسود لسنين طويلة منعزلة في بيتها... لقد قالا لي انها المرة الأولى التي يتواجهان فيها، وتتحدث فيها الام مع ابنها وتخبره عن معاناتها... فهذا البرنامج اظهر الصورة الحقيقية للأشخاص على عكس ما تظهره لنا وسائل التواصل الاجتماعي.
ما اصعب ثلاث تحديات واجهتها في حياتك؟
أنا انسانة ايجابية في الحياة والله اعطاني الكثير من النعم التي أشكره عليها، ولكن حياتي لم تكن سهلة فأنا في تحديات مستمرة... فالتحدي الآول كان مرض والدي وموته بشكل سريع، والتحدي الثاني كان طلاقي لا سيما ان الطلاق يمر بمراحل صعبة في الكنيسة المارونية، وتربية بناتي وجمعهما تحت سقف واحد كل هذا يندرج تحت تحد واحد، والتحدي الثالث هو موت والدتي وتعرضي للحادث.... لقد كانت التحديات الأصعب في حياتي و التي غيرت مجراها.
اذا ما استضفت نفسك في "اعترافات مع ريتا " ماذا تقولين عن تجربة زواجك وطلاقك في سن مبكرة ؟ وماذا لو استضفت طليقك ، ما السؤال الذي تودين توجيهه اليه؟
اذا نظرت الى الوراء أرى ان زواجي كان خطأ منذ البداية اذ كانت العلاقة سامة ولم يكن الشخص المناسب لي. وانا ايضاَ، لم اكن ناضجة وكنت عنيدة ولم استمع الى نصائح المحيطين بي ولم اكتشف الشخص بحلوه ومره الا بعد حين... اما اليوم فأنظر الى العلاقة على انها كانت سامة أدت فيما بعد الى كل ما مررت به من طلاق وصراع على حضانة بناتي وتربيتهم بمفردي... حينها، ظننت انني املك عصا سحرية استطيع بها ان اغير الشريك.... ولكني اليوم انصح كل من يدخل في علاقة ان يكون ناضجا بشكلٍ كافٍ لتقبل الآخر كما هو أو أن يرحل عنه إذ لا يمكن لأحد أن يغير الآخر.
واذا ما تواجهنا، سأقول له انك تكبرني بعشر سنوات وبالتالي عليك ان تكون أنضج مني ولكنك لم تظهر هذا لا في علاقتنا كزوجين ولا حتى كأب مع بناتك، فمع انني أقوم بتربيتهم وهو امر بديهي بنظري اذ يجب على الأولاد ان يترعرعوا في كنف والدتهم، ولكن هذا لا يمنع ان يكونوا تحت رعاية والدهم أيضا... ولكنه اتخذ قراره بألا يرى بناته بحجة انه أسس حياة جديدة... وسؤالي هو لماذا لا ترى بناتك ولماذا تحرم نفسك من هاتين النعمتين؟ إنه سؤال يحيرني ولا اجد له أي تفسير... فأنا كزوجة لا اريده ولكني حتما أريد وجوده كأب في حياة بناته.
والآن ما رأيك لو عكسنا الأدوار واستضفناك في "اعترافات مع ريتا ":
ماذا تقولين اذا ما طلبنا منك اعتراف من ريتا الأم
انها أم بامتياز و بكل ما للكلمة من معنى.... فأهم شيء في حياة ريتا هو الأمومة... انه الملف الذي امسكته ولم أتخلى عنه ونجحت فيه، فأقول لها أنت super women أو بالأحرى super mom..
اعتراف من ريتا الجميلة وأسرار جمالها الدائم؟
الجمال الخارجي هو نعمة من الله، وبرأيي ان داخل الإنسان ينعكس على وجهه... فالصفاء الداخلي والسلام النفسي ينعكسان على وجهي. لا أميل الى التجميل، فأنا طبيعية في شكلي كما في طبعي، ما يجعلني أبدو أصغر وأجمل.
اعتراف من ريتا الانسانة ، الممثلة والمحاورة التلفزيونية؟
ريتا الانسانة متعبة. ريتا الممثلة تعمل على تطوير نفسها وهي شغوفة. ريتا المحاورة تكون أحيانا قاسية وأحيانا معالجة نفسية وأحيانا محاورة فقط. ولكني أعترف أن ريتا الانسانة موجودة دائما في جميع هؤلاء الشخصيات، فأنا عاطفية جدا بطبعي.
بعيدا عن الأضواء ، صفي لنا كيف تحبين ان تمضي أوقاتك.
بعيدا عن الضوء، أعود انسانة عادية. أهوى الطبخ ولدي دائما ما أقوم به في البيت فيضيع الوقت بسرعة. أميل الى تمضية اوقاتي بمفردي، أعيد حساباتي وأفكر، لا سيما وان زحمة الحياة تأخذنا في خضم امواجها إذا لم نتوقف من حين الى آخر ونعيد التفكير ومراجعة حساباتنا.
تقولين ان المرأة لا سيما العربية هي اقوى بكثير من الرجل . كيف تنظرين الى قوة المرأة وهل هي نابعة من الاحزان والانكسارات برأيك؟
برأيي، ان الأحزان ومشاعر الانكسار والظلم، كل هذا يولد القوة والنجاح للمراة والرجل، فالذي لا يملك هذه التفاصيل وهذا الماضي برأيي لا ينجح. أما بالنسبة للمرأة العربية، فهي أقوى من الرجل... فهي تفرض نفسها وهي حاضرة أكثر من الرجل في كل المجالات. وعلى الرغم من اننا نعيش في مجتمع ذكوري فهي أنجح من الرجل في الاعلام والقضايا الاجتماعية وحتى في السياسية ويجب ان تأخذ حقها في هذا المجال... كما انها مفكرة ومثقفة وناشطة ويتكل عليها في القيادة.
كيف تستطيع ريتا أن تقوم بكافة أدوارها كسيدة مجتمع وكأم وكنجمة ؟ ما هو سرك؟
بكل بساطة، السر يكمن في تنظيم حياتنا وإعطاء الأولوية لما نقوم بهفي حينه. فأثناء التصوير اعطي الاولوية لعملي، وفي البيت تكون الاولوية لبناتي. وقد ألعب في اليوم نفسه ثلاثة أدوار: الام وربة المنزل ومقدمة البرامج او الممثلة، لذا ففي كل وقت اعطي الاولوية لما اقوم به في اللحظة عينها، فعلى سبيل المثال، انا الآن اضع كل تركيزي في المقابلة وانا اتحدث اليكم.
من اين تستمد ريتا قوتها؟
أنا أستمد قوتي من الحبّ بشكل عام ولا أقصد هنا حب الرجل للمرأة بل قد يكون حبي لبناتي أو حبي للحياة أو لأصحابي. وبما انني شخص يفكر بقلبه لا بعقله فكل شيء بالنسبة لي ينبع من الحب، فالحب هو قوتي وليس ضعفي.
يقال ان المرأة القوية تخفي مكامن الضعف في شخصيتها . هل توافقين على ذلك؟
بالطبع، فكل منا لديه نقاط ضعف، أحيانا تكون ظاهرة واحيانا أخرى مخفية، كي لا يبدو معها الانسان ضعيفا امام الآخرين، وأنا طبعا كأي انسان، لدي نقاط ضعف.
ما سر جمالك وأناقتك المتميزة؟
السر يكمن في البساطة، فأنا لا أبالغ في التجميل بل أقوم بما هو ضروري لاحافظ على جمالي الطبيعي. وبالنسبة الى الموضة فأنا مشبّعة بها، لا سيما واني عملت في مجال عرض الأزياء وحتى اني قدمت برامج عن الموضة.
بماذا تنصحين المرأة العربية وما الذي تحتاجه برأيك لمزيد من النجاح؟
أنصح المرأة العربية وكل شخص أن يؤمن بنفسه كي يؤمن الآخرون به، وأن يعرف قيمة نفسه فيعرف الآخرون قيمته، فكل شيء ينبع من دواخلنا. كما أنصح المرأة الا تعتمد على أحد خاصة على الرجل فليس عليها ان تكون في ظل رجل أيا كان، أبوها او اخوها او حتى زوجها، فهي كائن مستقل ومقتدر ويمكنها ان تكون بارزة اكثر اذا مكّنت امرأة أخرى وساعدتها . فالمجتمع رجل وامرأة ولا يحق لأحد أن يلغي الآخر، بل يجب ان يكملا بعضهما البعض. والرجل أيضا يستمد القوة من المرأة، ولا يجب ان ننسى ان وراء كل رجل عظيم امرأة فهو أيضا بحاجة لدعمها ويمكنها ان تكون مصدر قوة والهام وان تساعد المحيطين بها.