Aleph ابي سعد يحلّق بنا عالياً على بساط أنغامه "المتراقصة مع الرمال"

إنه الفنان العالمي المبدع Aleph ابي سعد، الذي يحملنا، في كل حفل يحييه، الى عوالم ساحرة تعبق بإبداعات موسيقية لا تشبه أخرى.... فبعد نجاح الحفل الموسيقى الاستثنائي الذي احياه العام الماضي في اطار "مهرجانات بيبلوس الدولية"، وبعد جولة عالمية كان فيها، بفنه الراقي، سفيرا للبنان الحقيقي، للبنان الثقافة والفن والابداع، حطّ رحاله بالأمس، في "كازينو لبنان" ليحيي حفلاً رائعاً بعنوان Dance of Sands او رقصة الرمال، والذي أراده رسالة أمل الى ابناء وطنه الذين يعيشون احدى اصعب الازمات المتلاحقة التي تصيبهم مرارا وتكراراً... فكان لـ Aleph ما أراد...

الصور بعدسة وليد غندور

فمنذ المعزوفة الأولى، أنسانا Aleph واقعنا المرير... ليحملنا على بساط انغامه المتراقصة الى عالم من الألحان والمقطوعات الموسيقية الساحرة، مازجاً فيها بين الشرق والغرب... وبين اريج الماضي ورياحين انغام الحداثة، وبين شجن الناي والقانون والبزق ونغمات الغيتار والأكورديون والبيانو...

فنان يجيد العزف على اوتار قلوبنا ليجسد اجمل المشاعر الانسانية المتناقضة والمتشابكة المتماوجة ما بين الحب والخذلان، وما بين الضعف والقوة، وما بين الفرح والحزن... ليحيي فينا الأمل... وكل ذلك بأسلوب Aleph المتفرد والأوحد في التوزيع والابداع الموسيقي...

وقبل ان نستفيق من ذاك الحلم الجميل، اختطفتنا انغام Aleph الى اغنيات الماضي الجميلة، ليعيد احياءها على طريقته الخاصة، ولم نشعر بأنفسنا الا ونحن نغني ونغني ليتحول الجمهور الى كورس لتلك الأنغام الرائعة... "في يوم وليلة"، "قمرا يا قمرا"، "نقيلك احلى زهرة" وغيرها من الاغنيات الخالدة التي بثّ فيها Aleph روح الحداثة من خلال اعادة توزيعها بكثير من البراعة والحرفية ومحافظاً في الوقت نفسه على روعة انغامها... وعلا التصفيق والهتافات ليتحول الحفل الى ليلة من ليالي Aleph الساحرة..

الصور بعدسة وليد غندور

اما Aleph الانسان فهو يشبه الى حد كبير انغامه الراقية... بتواضعه الذي ابى الا ان يقدم كل عازف من اعضاء فرقته الموسيقية من فنانين لبنانيين وعالميين، بكثير من التقدير والاحترام... من عازف الهارمونيكا الأسطوري والحائز على جائزة جرامي اللاتينية أنطونيو سيرانو، وعازف الكونترباس الكوبي الكبير يلسي هيريديا، عازف الإيقاع الشهير باندوليرو، عازف الطبول النيجيري الاستثنائي أوكبي، عازف الجيتار الروماني المذهل فالي، إلى الفنان جهاد أسعد على القانون، رائد بو كامل على الناي، شادي سعد على الأكورديون، شارلي فاضل على الإيقاعات وغيرهم... اما نجمة الحفل فكانت بامتياز العازفة ماريا فيلومينا من خلال أدائها المتألق والرائع على آلة الكمان....

Aleph ابي سعد... فنان عالمي من لبنان جعلنا نختبر روعة التحليق عالياً وسط النجوم من خلال الموسيقى....