مشاهير
ريما يوسف:"فني هو اختيار وتحدٍّ"
"سعد المجرد هو فناني المفضل"
ريتا خالد
12-March-2024
جمعت ريما يوسف بين جمال الصورة وروعة الصوت ، كما أنها عقدت قرانًا فريدًا بين اللغة الفصحى والموسيقى الالكترونية نتج عنه فنًّا متميّزًا رسمت من خلاله هويتها الفنية وجذبت اليه عشاق الكلمة الراقية وهواة الموسيقى الشّبابية الحديثة فحصدت أغانيها ملايين المشاهدات على مختلف المنصّات.
لم تكتف ريما بالموهبة التي منحها الله لها بل صقلتها بالثقافة والعلم حيث انتسبت منذ صغرها للمعهد الموسيقي.
لم يسطع نجم ريما صدفةً بل عملت بجهدٍ وذكاء فكتبت ولحّنت وقدّمت أغانيها في كليبات مبتكرة تجعلك تدخل في عالم الأغنية التي تلامس مشاعرك فتستمتع بها بكل حواسك.
بمناسبة اطلاق أغنية "أشتاق لوجهك" من كتابتها وتلحينها كان لنا معها هذا اللقاء.
ريما يوسف فنانة تحدّت الموجة الغنائية السائدة اليوم، ونقلت الجمهور او اعادته الى زمن الكلام الصحيح واللغة السليمة، هل هذا تحدِّ او خيار؟
توجيه الجمهور إلى زمن اللغة السليمة هو اختيار فني وتحدّ في الوقت نفسه. وهذا التحدّي يدفعني في كلّ مرّة للإبتعاد عن اتجاهات الموسيقى الرئيسية والخروج من منطقتي الآمنة الـComfort Zone .
هل ما قمت به يشبه شخصيتك؟ أو ان العمل المتكامل بهذا الاسلوب جذبك؟
يرتبط تعبيري الفني بشكل معقد بشخصيتي. إن العمل المتكامل بهذا الأسلوب ينسجم مع مشاعري الإبداعية ويتمتع بجاذبية حقيقية تتوافق مع هويتي كفنانة.
أغنية " أحبك رغما " حصدت 200 مليون مشاهدة والآن أغنية "أشتاق لوجهك " قاربت المليون بعد شهر واحد على إصدارها.هل شكلت لك مفاجأة رؤية اعمالك تحصد ملايين المشاهدات على كافّة المنصّات؟
أؤلّف موسيقى خاصة بي نابعة من القلب، فإن الاستجابة بملايين المشاهدات لكل من "أحبك رغماً " و"أشتاق لوجهك" دائمًا ما تكون مفاجأة سارة بالنسبة لي . من دواعي سروري العميق أن أشهد تفاعل الجمهور مع أعمالي على هذا النطاق الكبير عبر منصات مختلفة.
كيف تعلقين على ردود الفعل من قبل الشباب على اعمالك واعجابهم بأسلوبك؟
ردود الفعل الحماسية من الشباب وإعجابهم بأسلوبي يشكّل الجزء الأكبر لنجاح أيّ عمل أُقدّمهُ . من الملهم أن أعرف أن عملي يلقى أصداء إيجابية لدى الجمهور الأصغر سنًا، وتقديرهم يحفزني على المواصلة في الإبداع وتطوير تعبيري الفني.
هل يمكن ان نعتبر ان الفنان المتكامل اي الذي يملك الكلمة الحلوة والموسيقى الراقية والغناء الجيد، فناناً فريداً، أم ان هذا الامر سيف ذو حدين؟
أعتقد أن امتلاك الكلمات العذبة والموسيقى الجميلة والغناء الجيد هو بلا شك أمر ذو قيمة، مما يخلق باقة فنية شاملة. ومع ذلك، يمكن أن يكون سلاحًا ذو حدين، لأنه يضع توقعات عالية وتحديات لتحقيق التميز المستمر من الجوانب كافة. قد يكون السعي لتحقيق الكمال في أبعاد متعددة أمراً صعباً، ولكنه يفتح أيضاً فرصاً لتعبير فني أكثر عمقاً وتأثيراً.
ردود الفعل على مواقع التواصل تعطي زخماً للفنان ولكن في المقابل كل موضوع شخصي يعطيه الفنان عن حياته يحصد ايضاً المزيد من المشاهدة، هل انت مع او ضد عرض خصوصية الفنان على مواقع التواصل؟
إنني أعترف بالزخم الذي تجلبه ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنني أعتقد أنه يجب أن يكون هناك توازن دقيق. في حين أن مشاركة الجوانب الشخصية تضيف عمقاً إلى التواصل مع الجمهور، إلا أن هناك خيطاً رفيعاً علينا الا نتخطاه. أنا أؤيد الحفاظ على مستوى من الخصوصية للحفاظ على الجوهر الحقيقي لفنّي، ما يسمح للمعجبين بتقدير العمل مع الاستمرار في تعزيز التواصل الهادف.
هل نجاح الفنان مرتبط بشخصيته وبقدراته الفنية؟ او ان هناك ضريبة ما ندفعها للوصول الى قلوب الجماهير والمعجبين والمتابعين؟
أعتقد أن النجاح يرتبط بشكل معقد بكل من الشخصية والقدرات الفنية. ومع ذلك، فإن طريق الوصول إلى قلوب الجماهير ليس بالأمر السهل. قد يتضمن ذلك تجاوز توقعات المعجبين والمتابعين في بعض الأحيان، واتخاذ خيارات استراتيجية. لذلك فإن التوازن في اتّخاذ القرارات الفنّية هو الأمر الأنسب بالتأكيد.
هل هذه الضريبة ندفعها من حياتنا الشخصية؟
نعم، إن "ضريبة" الوصول إلى قلوب الجماهير غالبا ما تشمل جوانب من الحياة الشخصية. قد يجد الفنانون أنفسهم يسعون للتوازن بين الحفاظ على الأصالة واتخاذ قرارات استراتيجية تلقى صدى لدى جمهور أوسع، مما قد يؤثر في بعض الأحيان على حياتهم الشخصية.
من يصل الى العلى يكون قد سهر الليالي، فكيف هي حال من يريد ان يبقى في العلى؟
يتطلب البقاء في القمة التفاني المستمر والابتكار والمرونة. لا يقتصر الأمر على الوصول إلى القمة فحسب، بل يتطلب الحفاظ على هذا المركز التزاماً مستمراًبالعمل الجاد والإبداع والقدرة على التكيف مع الاتجاهات المتطورة وتوقعات الجمهور.
ما هو دور شركة الإنتاج في إنجاح العمل؟ وهل يستطيع الفنان الوصول بمفرده دون فريق يساعده ويستشيره؟
أدرك الدور الحاسم الذي تلعبه شركة الإنتاج في نجاح العمل. رغم أنه من الممكن للفنان أن يخطو خطوات كبيرة بمفرده، فإن وجود فريق متخصص للتوجيه والتعاون والدعم يساهم بشكل كبير في نجاح الرحلة الفنية واطالة عمرها.
مواقع التواصل الاجتماعي تجعلنا اقرب من الناس وهي متعددة ومتنوعة ما تفرض علينا ان نتابعها ونواكب تطوراتها بكافة المجالات، هل هذا مكلف برأيك معنوياً ومادياً؟
أرى أنّ قيمة مواقع التواصل الاجتماعي تكمن في تقريبنا من الناس ومواكبة التطورات المتنوعة. ومع ذلك، قد يترتب عليها دفع تكاليف. إن الحاجة المستمرة للمواكبة قد تشكل تحديات لوقت الفرد ورفاهيته. ومن الناحية المالية، فإن الضغط من أجل الحفاظ على التواجد عبر الإنترنت والتعامل مع منصات مختلفة مهمّ و لكنّهُ ليس الأساس ! الأهمّ هو قيمة العمل الذي يتمّ ترويجهُ عبر هذه المنصّات.
كيف تنظرين الى مستقبل الاغنية اليوم في لبنان، وهل يمكن ان نقول ان هناك انواع متعددة من الاغاني والموسيقى أو ان كل زمن له موجته من الاغاني؟
كفنانةً لبنانية ،أعتقد أن مستقبل الموسيقى في لبنان ديناميكي ومتنوع. على الرغم من وجود تقليد موسيقي ثابت، فإن الموسيقى تشهد أيضًا اتجاهات متطورة. يتمتع لبنان بتاريخ غني بمختلف أنواع الموسيقى، وأتوقع استمرار هذا التنوع. و لكن كل عصر يقدم موجة فريدة من الأغاني، مما يعكس التحولات الثقافية والفنية التي يشهدها الفنّ اللّبناني.
كيف تصفين علاقاتك بالوسط الفني، وهل ترغبين في التعاون مع ملحنين او شعراء او كتاب في المستقبل؟
ان علاقاتي بالمجتمع الفني ملهمة وتتصف بالتعاون، فأنا أقدر التعاون المحتمل مع الملحنين والشعراء والكتاب في المستقبل.فإن العمل معًا يمكن أن يؤدي إلى إثراء تعبيري الفني، وإنشاء مزيج متناغم من الموسيقى والكلمات التي يتردد صداها على مستوى أعمق مع الجمهور.
ماذا عن رأيك في الموسيقى العربية عموماً والى اي نوع من الموسيقى تنجذبين او تحبين سماعها؟
أكن تقديرًا عميقًا للموسيقى العربية، كونها لُغتي الأساسيّة التي تشمل نسيجاً غنياً من الأساليب والأنماط المتنوعة. أنا شخصياً أنجذب نحو الموسيقى التي تجمع بين العناصر التقليدية والتأثيرات الحديثة، مما يخلق مزيجاً يجسد جوهر الماضي والحاضر. (fusion)
بمن تأثرت فنياً، على مستوى لبنان، العالم العربي والعالم؟
كفنانة لبنانية، مؤثراتي الفنية متنوعة وأستمد الإلهام من النسيج الثقافي الغني في لبنان والعالم العربي وخارجهما. محلياً، أنا متأثرة منذ صغري بالتراث الموسيقي العميق للبنان. على المستوى العالمي، ألهمني الفنانون الذين تجاوزوا الحدود، وقاموا بدمج منظور عالمي في أعمالهم. أمّا من الفنانين الجدد أختار "سعد المجرّد" وأعشق التنوع والتميّز الذي يقدّمهُما موسيقيّاً.
كل أغنية تطلقينها تجعلنا نشتاق لم بعدها. ماذا تحضرين بعد أشتاق لوجهك؟
أقدر الترقب لعملي القادم بعد "اشتاق لوجهك". أنا منغمسة حالياً في العملية الإبداعية، وأستكشف موضوعات وأفكار موسيقية جديدة لأقدم لكم تجربة مؤثرة ومقنعة أخرى في إصداري القادم. ترقبوا ما سيأتي!