لايف ستايل
5 نصائح لتنشيط الذاكرة بفعالية
لينا كوفين - مدام فيغارو
5-June-2024
نسيان مكان الهاتف أو المفاتيح أو عيد ميلاد صديق... هذه الثغرات في الذاكرة والشعور بالارتباك الناتج عنها يمكن أن تخيف وتثير القلق بشأن صحة العقل، وربما تكون نذيراً لمرض الزهايمر. في الواقع، غالباً ما يتم الخلط بين مشاكل الذاكرة ومشاكل الانتباه، يوضح Bruno Dubois ، أستاذ الأعصاب في مستشفى Pitié-Salpêtrière في باريس. نحن نختصر الذاكرة أحياناً في القدرة البسيطة على التذكر، بينما في الحقيقة، للذاكرة ثلاث وظائف: التقاط المعلومات من خلال نظامنا الحسي (حواسنا الخمس)، تخزينها في الدماغ (في الحصين Hippocampus، الذي يلعب دوراً مركزياً في تحفيز الذاكرة)، واستعادتها عند الحاجة. تقل قدرات الانتباه والاستعادة طبيعياً مع التقدم في العمر، وقد يتضرر الحصين بسبب المرض، إنما يمكن لبعض السلوكيات أن تحافظ على كفاءة الذاكرة.
في السياق نفسه، إليك نصائح للحفاظ على صحة الدماغ وحمايته من الأمراض.
اتباع أسلوب حياة صحي
الهدف هو حماية الدماغ من تدهور الصحة. يؤكد البروفيسور Dubois أنه "كلما كان العضو مؤكسداً وبصحة جيدة، كلما تأخرت آثار العمر أو مرض الحصين". يعتمد الأداء المعرفي الأمثل على ثلاثة ركائز. الأولى: التأكد من الحصول على نوم جيد. يقول Dubois إن "النوم ضروري لعمل الدماغ بشكل صحيح ولتجديد الانتباه لدينا". الثانية: اتباع نظام غذائي صحي، مثل حمية البحر الأبيض المتوسط التي تعزز القدرات العقلية الجيدة، وهي تشمل تناول الفواكه والخضروات الموسمية، الحبوب الكاملة، البيض، السمك، زيت الزيتون، المكسرات ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
تتعلق الركيزة الثالثة باتباع توصيات منظمة الصحة العالمية من خلال ممارسة نشاط بدني منتظم. هذا يسمح بتحسين الأداء المعرفي، بما في ذلك التعلم والانتباه والذاكرة. ينصح بممارسة 170 دقيقة من النشاط المكثف (التمارين الرياضية) أو 300 دقيقة من النشاط الخفيف (مثل المشي) أسبوعياً. يوضح المتخصص أن "المشي له تأثير في إبطاء ضمور الحصين الذي يلعب دوراً مركزياً في تنشيط الذاكرة".
الاهتمام بصحة القلب والأوعية الدموية
يؤكد البروفيسور Dubois أن مكافحة عوامل الخطر المتعلقة بصحة القلب والأوعية الدموية (زيادة الوزن، قلة النشاط، ارتفاع نسبة الكوليسترول...) تساهم في إبطاء التدهور الطبيعي لقدرة الدماغ على استعادة المعلومات. إن ارتفاع ضغط الدم يعرقل أكسجة الدماغ في المناطق العميقة، التي تكون ذات فائدة خاصة في تنشيط طرق استعادة المعلومات".
تجنب التوتر والقلق
تعتمد قدرتنا على التذكر بشكل كبير على قدرتنا على الانتباه. على سبيل المثال: هناك احتمال كبير أن ننسى مكان نظاراتنا إذا وضعناها أثناء التحدث مع شخص ما. يتابع Bruno Dubois: "بعض العوامل تضعف أداء الانتباه لدينا، مثل التوتر والقلق والاكتئاب". تمنع المخاوف والهموم والضغط العقلي دماغنا من التقاط وتسجيل المعلومات، يعود ذلك إلى أن الدماغ يعمل بوظيفة واحدة في المرة الواحدة، إذا تم تحفيزه بشكل مفرط، سينسى بعض العناصر. لتقليل هذه الأعراض، يدعو Dubois إلى ممارسة التأمل، "الذي يريحنا من التحفيز المفرط ويسمح للدماغ بالتخلص من المعلومات غير الضرورية".
قضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء
يشير البروفيسور Dubois إلى أن "التفاعل الاجتماعي يرسل الكثير من المعلومات إلى الدماغ، ويعيد تنشيط العواطف، الذكريات وبعض الصور". ليس من الضروري ممارسة الألعاب الذهنية يومياً، فاجتماعات عائلية أو وجبة مع الأصدقاء تعد طرقاً ممتازة لتحفيز القدرات العقلية والذاكرة.
تنمية المعرفة
كلما كانت قاعدة معرفتنا اللغوية أكثر ثراءً، كلما كانت عملية تكوين الخلايا العصبية وحفظ المعلومات الجديدة أسهل. يقول Bruno Dubois: "تساعد هذه التحفيزات العقلية في مكافحة تدهور الأداء الذهني. على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن مستوى التعليم العالي يؤخر ظهور مرض الزهايمر". وبالطريقة نفسها، يمكن الحفاظ على الصحة العقلية من خلال النشاط المهني. يضيف: "في أوروبا، تبين أن البلدان التي يتأخر فيها سن التقاعد يكون فيها التدهور المعرفي مؤجلاً أيضاً". لذلك، من المهم عدم التوقف عن التعلم واستمرار اكتشاف الكتب الجديدة، المتاحف، الأفلام...