مشاهير
غنوة محمود الممثلة اللبنانية المتميزة التي فتحت لها الدراما المصرية أبوابها
جاد عبود
7-June-2024
شخصية جميلة ومُتفرّدة بآدائها وثقافتها وجمالها.. ما جعل الدراما المصريّة تفتح لها أبوابها على مصرعيها... فكانت على قدر الثقة، وقدّمت مجموعة من الأدوار التي تُحسب لها والتي حققت من خلالها نجاح لافتاً. حضرت من خلال الدراما المشتركة أيضاً وعبر منصّات عالميّة فكان لها أدوار طبعت في أذهان المُشاهدين.
ولم تكتف بذلك بل كانت مؤثرة على مواقع التواصل الإجتماعيّ حيث نجحت من خلال علم الطاقة أيضاً في إيصال رسائل إيجابيّة تحثّ فيها مُتابعيها بشكل عام والمرأة العربيّة بشكل خاص ، على إيجاد السعادة الحقيقيّة من خلال السلام الداخليّ... تعالوا معنا نتعرّف على النجمة الجميلة غنوة محمود في السطور التالية.
بدأت مشوارك الفنيّ في مجال الإعلانات، ما الذي جذبك إلى عالم الشهرة وكيف كان إنتقالك إلى التمثيل؟
صحيح، فقد بدأت بتصوير الإعلانات منذ كنت صغيرة، ولكنّها كانت بالنسبة لي مجرّد هواية وليس أكثر.. ولكن عندما عُرض عليّ دور تمثيليّ، ودخلت إلى هذا المجال، أحببت هذه المهنة كثيراً، فتعاملت مع الموضوع بجديّة أكبر وقرّرت إمتهان التمثيل.
كيف إكتشفت شغفك هذا نحو التمثيل؟
عندما بدأت أقوم بأدوار مُختلفة، عندها إكتشفت قدرتي على الخروج من "الأنا" وتقمّص شخصيّات الأدوار التي قمت بتمثيلها. ودور بعد آخر، أخذت أشعر بمتعة كبيرة وأنا أتعمّق في دراسة خبايا وتفاصيل مُختلف الشخصيّات لتقديمها بشكل جيّد وبشغف كبير. وفي الوقت نفسه، إكتشفت أنّ الأمر ليس سهلاً على الإطلاق، فلم أكتفِ بالموهبة، فأخذت أنمّيها من خلال دورات تدريبيّة، لا سيّما وأنّ الأدوار التي عُرضت عليّ كانت رئيسيّة منذ البداية، فشعرت بمسؤوليّة كبرى، فتتلمذت على يد مُدرّبين إختصاصيّين في التمثيل لأؤدّي تلك الأدوار بشكل جيّد ولأكون على قدر الثقة التي أولوني إيّاها بعرضهم عليّ تلك الأدوار الصعبة.
إلى أيّ مدى ساعدك جمالك في تسهيل مسيرتك الغنيّة من تصوير الإعلانات إلى التمثيل والتأثير في مُجتمعك؟
الشكل الخارجيّ يقتصر دوره على إعطاء إنطباع إيجابيّ عندما ننظر إلى الممثلة للمرّة الأولى، ولكن وحده لا يكفي لإنجاح مسيرتها. ودائماً ما أقول في رسائلي كمؤثرة على صفحات التواصل الإجتماعيّ، أنّ جمال الروح وشفافيّتها هي التي تنعكس إيجاباً على الشكل الخارجيّ، ففي أحيان كثيرة قد نلتقي بأشخاص لا يملكون شكلاً مُبهراً ولكن ذلك لا يمنعنا من أن نعشقهم لشدّة جمال روحهم وقلوبهم المحبة والطيّبة. والعكس صحيح أيضاً فإنّ بعض اللواتي يملكن جمالاً صارخاً، قد لا يتمتّعن بجمال الروح، فنشعر بالنفور تجاههن وبأنّ هناك أمر ما يمنعنا ويُحذّرنا من قبولهن أو التقرّب منهنّ... وبأنّ هناك ما ينقص ذاك الجمال ليكون حقيقياً ومُشعّاً فيصبح مُنفراً. وأنا أحرص دوماً على التحدّث عن أهميّة داخل الإنسان وعمقه وجوهره، ولذا عليه ان يُلمّع تلك الجوهرة الداخليّة ويعتني بها لتنعكس جمالاً ورقياً على شكله الخارجيّ.
تتحدرين من عائلة فنيّة، أخبرينا عنها أكثر، هل كان ذلك سبباً في إنجذابك إلى عالم الفن والأضواء؟
عائلة فنيّة إلى حدّ ما. فإنّ والدي كان يمتلك صوتاً رائعاً إلاّ أنّه لم يمتهن الفن بل كان بطلاً في رياضة المصارعة. أمّا والدتي فهي رسّامة ولها العديد من المعارض. شقيقتي درست الإعلام، أمّا شقيقي فصوته جميل جداً والفنّ يجري في عروقه، إلاّ أني كنت أوّل من دخل عالم الفن في عائلتي وقد أكون أنا التي شجّعتهم على ذلك وليس العكس.
نجوم مصر أحاطوني بكل الدعم والمحبة
من "لولا الحب" و"صبايا"، و"مراهقون" و"ولاد البلد" وصولاً إلى "علاقات خاصة" وغيرها من الأعمال الدراميّة التي شاركت فيها... أيّ عمل برأيك أو أيّ دور أدخلك إلى قلوب المشاهدين وأعلن نجاحك كممثلة؟
أعتبر أنّ كلّ واحد من تلك المُسلسلات ساهم في تقدّمي وتطوّري كمُمثلة وصولاً إلى أولى درجات النجاح، فإنّ نجاح كلّ دور من أدواري دفع بالمُنتجين والمُخرجين لأن يعرضوا عليّ أدواراً أخرى. لقد كان لكلّ مُسلسل وقته وميزته ومكانته لدى الجمهور. كما أنّ مُسلسل "ولاد البلد" كان قد حقّق نجاحاً باهراً في تلك الفترة و"كسّر الأرض" في كلّ مرّة أعيد عرضه فيها. أمّا مُسلسل "علاقات خاصّة" و تحديداً دور "ناديا" فهو الذي عرّف الجمهور العربيّ عليّ.
حققت نجاحاً مُلفتاً في مصر كمُمثلة لبنانيّة إستطاعت أن تحجز لنفسها مكانة مُميّزة في عالم الدراما، كيف كانت بداية غنوة هناك؟
بدايتي الفعليّة في مصر كانت من خلال مُسلسل "تماسيح النيل" وهو من إنتاج روتانا خليجيّة. في البداية كان من المُقرّر أن ألعب دور فتاة لبنانيّة ولكنّني فوجئت بعد ذلك بتحويل الدور لفتاة مصريّة وفرد مساحة أكبر له، فتحوّل إلى أحد أدوار البطولة وأمام مُمثلين كبار، فقرّرت حينها الخضوع لورش تمثيليّة ولدورات تدريبيّة لإتقان اللهجة المصريّة، ولأكون على قدر المسؤوليّة ولأقدّم الدور على أكمل وجه. وهكذا كانت إنطلاقتي في مصر، وتتالت بعدها الأدوار التي أوكلت إليّ وذلك نتيجة لمحبّة الجمهور ولآدائي ولإتقاني اللهجة المصريّة بالطبع.
ألم يكن العمل العربيّ المُشترك "علاقات خاصّة" بمثابة بوّابة لك إلى مصر؟
لقد عملت في "تماسيح النيل" وفي "شارع عبد العزيز" قبل "علاقات خاصّة"، ولكنّه كان بالطبع إضافة كبيرة لمسيرتي الفنيّة، لا سيّما وأنّه كان من إخراج رشا شربتجي التي أعشقها وأعشق أعمالها وأسلوبها في الإخراج.
برأيك، ما الذي جعلك تتمكّنين من دخول عالم الدراما المصريّة التي تُعتبر حلماً بالنسبة إلى أيّ مُمثلة؟
كما قلت، فإنّ الدراما المصريّة حلم لأيّ ممثلة، وكان حلماً بالنسبة لي بالطبع، ولذلك إجتهدت وطوّرت من أدواتي من خلال ورش التمثيل والتدرّب على اللهجة المصريّة كما سبق وذكرت لأتمكّن من النجاح في مصر التي كافأتني وقدّرت جهودي بأن قدّمت لي فرصة القيام بأدوار مُميّزة وجميلة، كما أنّ محبّة الجمهور وقبولهم لي جعل المنتجون يعرضون عليّ المزيد من الأدوار لأكون اليوم حاضرة من خلال مُسلسل كلّ عام منذ الـ 2014 وحتى اليوم.
تمكنت من إجادة اللهجة المصريّة حتى ظنّ البعض أنّك مصريّة فعلاً...
بالإضافة إلى تدرّبي على إتقان اللهجة، فإنّ مكوثي في مصر ساعدني كثيراً على التحدّث بلهجة الشارع المصريّ. كما لديّ الكثير من الأصدقاء المصريّين الذين ساعدوني في ذلك أيضاً.
أيّ دور تعتبرين أنّه أطلقك في مصر؟
مُسلسل "شارع عبد العزيز" مع النجم عمرو سعد. ولكنّني أعتبر أنّ ما من مُسلسل واحد شهرني، بل تنوّع الأدوار التي قمت بها، وهي التي يحفظها الجمهور في ذاكرته وتؤثر به. فقد عرفوني في أدوار الشرّ كما رأوني في أدوار رومنسيّة مُختلفة كلياً. كما أنّ نجاح المُسلسل يُساهم كثيراً في إنتشار الممثل وشهرته وقد حدث معي ذلك في مُسلسل "اكسلانس" مع النجم الكبير محمد سعد .
من هم الفنّانون الذين أخذوا بيد غنوة وساندوها في مسيرتها؟
جميع المُمثلين الذين عملت معهم ساعدوني وقدّموا لي كلّ المحبة والدعم والتشجيع وأذكر هنا النجوم غادة عبد الرازق ومحمد سعد وأمير كرارة وحسن الرداد وماغي بو غصن وغيرهم الكثيرين... كما لا أنسى مُساندة النجمة نادين نسيب نجيم خلال تصوير مُسلسل "وأخيراً. لقد كانوا جميعهم إضافة فنيّة وإنسانيّة كبيرة لي.
الممثلة اللبنانية ليست جميلة وحسب بل متمكنة ومجتهدة
يُحسب لك أنّك غيّرت نظرة بعض الكتاب إلى المُمثلة اللبنانيّة الذين لطالما حاصروها بدور السيّدة الجميلة ليس أكثر. ماذا تقولين في ذلك؟
لطالما إستفزتني فكرة أنّ الممثلة اللبنانية مُجرد فتاة جميلة ليس إلاّ... لذلك رفضت الكثير من الأدوار التي وضعتني في هذه الخانة. فقد أردت أن أقدّم الصورة الحقيقيّة للممثلة اللبنانيّة التي تجتهد وتطوّر أدواتها كممثلة ولا تتّكل على جمالها. فمن غير المُنصف لنا كلبنانيّات إذا ما وُجدت ممثلة أو إثنتين أخذن هذا المنحى في مسيرتهنّ، أن يُعمّم الأمر على باقي الممثلات اللبنانيّات.
أخبرينا عن تجربتك مع النجمة نادين نجيم في رمضان 2023؟
صحيح كنّا أعداء في المُسلسل لكن في الحقيقة نادين شخصيّة جميلة للغاية وداعمة ومُحبّة. لقد كان عملاً جيداً وناجحاً بمختلف المقاييس، وقد أسعدني العمل مع نادين و مع شركة الصباح التي أكنّ لها كلّ المحبة والتقدير.
ألا يُزعجك أن يحصرك المنتجون في أدوار المرأة القاسية أو المتسلطة؟
لقد قدّمت أنواعاً مختلفة من الشخصيّات الطيّبة منها والرومنسيّة، القاسية والمتسلطة، ولكن أحياناً تبقى حاضرة بقوةّ في ذاكرة الجمهور أدوار الشر وشخصيّاتها.
ما الذي دفعك إلى دراسة علم الريكي؟ أخبرينا عنه؟
لقد كنت أقرأ الكثير عن علوم الطاقة وأهميّتها في رحلة الوعي، ما جعلني أقدم على دراسة الرايكي أو ما يُسمّى بالعلاج بالطاقة لأستفيد منه على الصعيد الشخصيّ وأفيد به الآخرين. وأنا اليوم أحرص على نشر هذا العلم عبر صفحاتي على مواقع التواصل الإجتماعي بالشكل الصحيح بعد دراستي المُعمّقة. فأنا من المؤمنين بالعالم الروحيّ وتأثير اللاوعي على حياتنا وقراراتنا . التشافي الروحيّ يُساعدنا في تحقيق أهدافنا ويجعلنا نتطوّر ونلمس السعادة والراحة النفسيّة.
أصبحت مؤثرة على مواقع التواصل الإجتماعيّ، من خلال المعلومات التي تقدّمينها حول تمكين المرأة والصحّة النفسيّة. ما الذي دفعك إلى العمل على إحداث فرق في مجتمعك؟ وما الذي أردت قوله للمرأة العربيّة بشكل عام؟
بعد دراستي لعلم الريكي، شعرت أنّه من واجبي أن انشر فوائد العلم الذي شفاني وطوّرني وجعلني أصل إلى مرحلة مُتقدّمة من الوعي والشفاء الروحيّ، لكي يستفيد منه الجميع كما إستفدت منه أنا، فيتمكّنون، رجالا ونساءً، من الوصول إلى السعادة التي ينشدونها في حياتهم. ولذا إستخدمت صفحاتي على مواقع التواصل الإجتماعي لأنشر هذا العلم، ولأقول للمرأة تحديداً بأنّ السلام الداخلي أساسيّ لإيجاد السعادة، وبأنها قادرة على تحقيق ذلك . وأشعر اليوم بسعادة كبرى عندما يتواصل معي بعض المتابعين ليقولوا لي بأنّي أؤثر في حياتهم إيجاباً.
ماذا عن مشاريعك المقبلة؟
بعد النجاح الكبير الذي حقّقه مُسلسلي الأخير "كسرة قلب"الذي عُرض عبر منصّة نيتفليكس ، أجد أنّه عليّ أن أتأنى في إختيار عملي المقبل، وأرجو أن أقدّم أعمالاً في المستقبل تحظى بإعجاب الناس وأن تحمل في طيّاتها رسالة إيجابيّة.
بعيداً عن الفن، كيف تمضين أوقاتك؟
أستغلّ الوقت لتمضيته مع أهلي. أقرأ الكثير من الكتب لا سيّما تلك التي تُعنى بتطوير الذات والوعي. هذا فضلاً عن مُمارسة الرياضة والمشي في الطبيعة.