لايف ستايل
دراسة تكشف العمر الذي يشيخ فيه الجسم بشكل مفاجئ
فيكتوريا هيدوسي - مدام فيغارو
28-August-2024
أظهرت دراسة جديدة من كلية الطب بجامعة ستانفورد الأعمار التي يتقدم فيها جسم الإنسان بشكل مفاجئ، حيث لم يتم تحديد نقطة تحول واحدة فقط، بل اثنتين.
من جهة أخرى، كشفت دراسة أجرتها الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية، أن شرب القهوة يؤخر شيخوخة البشرة.
إذاً، الأمر ليس مجرد خيال. ابتداءً من عمر معين، يواجه الجسم "ضربة الشيخوخة" التي يخشاها الكثيرون، ويحدث ذلك مرتين وليس مرة واحدة فقط. هذا ما أثبتته الدراسة الجديدة من كلية الطب بجامعة ستانفورد والتي نشرت في المجلة العلمية الأميركية المتخصصة في الشيخوخة Nature Aging.
في هذه الدراسة، بدأ الباحثون بملاحظة أن مخاطر مرض الزهايمر ومشاكل القلب والأوعية الدموية تتزايد تدريجياً بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً، ثم تزداد بشكل كبير مع مرور السنوات. قاموا بتحليل آلاف الجزيئات المختلفة لدى أشخاص تتراوح أعمارهم بين 25 و75 عاماً، بالإضافة إلى الميكروبيوم (البكتيريا والفيروسات والفطريات الموجودة في أجسامنا وعلى بشرتنا). استنتجوا أولاً وجود أربعة "أنواع للشيخوخة"، تظهر أن الكلى والكبد والتمثيل الغذائي والجهاز المناعي، تتقدم في العمر بمعدلات مختلفة بحسب كل فرد.
مرحلتان من التقدم العمري المفاجئ
من خلال تحليل العينات البيولوجية للمشاركين على مدى سنوات، اكتشفوا أن حوالى 81% من الجزيئات والميكروبات التي تم جمعها تزيد أو تنقص بشكل غير متساو مع مرور الوقت. كما لاحظوا أن التغيرات الأكثر بروزاً تحدث في فترتين من حياتنا: في سن 44 و60 عاماً.
قال مايكل سنايدر Michael Snyder، رئيس قسم علم الوراثة في جامعة ستانفورد والمؤلف الرئيسي للدراسة، في بيان صحفي: نحن لا نتغير تدريجياً مع مرور الوقت وحسب، بل هناك تغيرات جذرية تحدث". وأضاف: "اتضح أن منتصف الأربعينات هو فترة تغيير كبيرة، وكذلك بداية الستينات. وهذا ينطبق على جميع أنواع الجزيئات التي تمت دراستها."
تظهر الدراسة بالتفصيل أن التغيرات الأكثر أهمية التي تمت ملاحظتها لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاماً تتعلق بعدد الجزيئات المرتبطة بعملية التمثيل الغذائي للكحول والكافيين والدهون، أمراض القلب والأوعية الدموية، البشرة والعضلات. أما بالنسبة للذين هم في الستينات، فتشمل تلك المرتبطة باستقلاب الكربوهيدرات والكافيين، تنظيم الجهاز المناعي، وظائف الكلى، أمراض القلب والأوعية الدموية، البشرة والعضلات.
نتائج مفاجئة لأشخاص في منتصف الأربعينات
هذه التغيرات ليست مفاجئة لمايكل سنايدر في ما يتعلق بالأشخاص الذين يدخلون في الستينات من عمرهم، "لأننا نعلم أن العديد من مخاطر الأمراض المرتبطة بالعمر وغيرها من الظواهر المرتبطة بالعمر تزيد في هذه المرحلة من الحياة". ومع ذلك، أعرب الباحثون عن دهشتهم من حجم التغيرات التي تم رصدها لدى الأشخاص في منتصف الأربعينات.
في الواقع، كانوا يعتقدون في البداية أن انقطاع الطمث أو ما قبله يتسبب في تغييرات كبيرة لدى النساء المشاركات في الدراسة. لكن عندما قسّموا المجموعة الدراسية حسب الجنس، اكتشفوا أن هذه التقلبات ليست لدى النساء وحسب، بل تحدث أيضاً لدى الرجال من العمر نفسه. ذكر شياوتاو شين Xiaotao Shen الباحث السابق في كلية الطب بجامعة ستانفورد، وهو الآن أستاذ مساعد في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة: "هذا يشير إلى أنه إذا كانت فترة ما قبل أو ما بعد انقطاع الطمث قد تساهم في التغيرات التي لوحظت لدى النساء في منتصف الأربعينات، فمن المرجح أن هناك عوامل أخرى أكثر أهمية تؤثر على هذه التغيرات لدى كل من الرجال والنساء". وأشار إلى أن "تحديد ودراسة هذه العوامل يجب أن يكونا أولوية للأبحاث المستقبلية".
ممارسة التمارين الرياضية
أضاف مايكل سنايدر في البيان نفسه أنه من الممكن أن تكون هذه النتائج مرتبطة بنمط الحياة الفردي أكثر من كونها عوامل بيولوجية.
في انتظار معرفة المزيد، يشير الفريق العلمي إلى ضرورة مراقبة الأشخاص في الأربعينات والستينات من عمرهم، وينصحونهم بممارسة المزيد من التمارين الرياضية لحماية القلب والحفاظ على كتلة العضلات في هذين العمرين واستهلاك كميات قليلة من الكحول.