لايف ستايل
هل يجب شرب القهوة قبل أخذ قيلولة للاستيقاظ بحيوية؟
تيفين هونيت - مدام فيغارو
23-October-2024
نشعر في فترة بعد الظهر بأن طاقتنا قد انخفضت. في هذه الحالة، أمامنا حلان: إما أن ننام لبضع دقائق أو أن نشرب كوباً من القهوة. ولكن، ماذا لو استطعتنا القيام بالأمرين معاً؟ رغم أن الفكرة قد تبدو غير معقولة، إلا أن "القيلولة مع القهوة"، والمعروفة أيضاً بـ Nappuccino نابوتشينو (مصطلح يجمع بين قيلولة باللغة الإنكليزية وكابوتشينو) أو قيلولة الكافيين، تعتبر خياراً مناسباً وفقاً لمؤيديها على تيك توك، وهي عبارة عن احتساء فنجان من القهوة قبل النوم بعشرين دقيقة. في فيديو نشر من قبل مستخدم على تيك توك @justbrandonvu وحصد أكثر من 6.1 ملايين مشاهدة، تم الترويج لفوائد هذه التقنية التي تعتبر أن قيلولة الكافيين تنعش الذهن وتعزز الطاقة وتساعد على التخلص من الإحساس بالخمول عند الاستيقاظ، وحتى تحسن التركيز. لكن هل هذه التقنية فعالة؟
في المقابل، ما هي المؤشرات التي تنبئك بأنه يجب عليك التوقف عن شرب القهوة؟
تجربة لا تستند إلى دليل علمي
يشير بعض الأشخاص الذين جربوا النابوتشينو إلى أنه في بعض الأحيان يمكن الشعور بالارتباك أو الثقل عند الاستيقاظ. يعرف هذا الشعور باسم "القصور الذاتي للنوم"، وهو حالة مؤقتة تساعد الجسم على الاستيقاظ ببطء. لهذا السبب، يقول Brice Faraut، الباحث في علم الأعصاب في مركز النوم واليقظة في مستشفى أوتيل ديو الفرنسي: "من حيث المبدأ، فإن استهلاك مشروب منشط مثل القهوة قبل القيلولة قد يساعد في التخلص بسرعة من هذا الشعور عند الاستيقاظ".
من جهتها، تؤكد Astrid Nehlig، مديرة الأبحاث في المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية (Inserm) والمتخصصة في تأثير القهوة على الصحة، التأثير المنشط للكافيين، وتوضح ذلك قائلة: "بمجرد احتساء المشروب، ينتشر الكافيين في جميع أنحاء الجسم ليصل إلى ذروة نشاطه في الدماغ بعد 30 إلى 45 دقيقة". وهذا يمنع الأدينوزين، وهو جزيء يعزز النوم، من الالتصاق بمستقبلاته ويعيق عمله. بعد مرور نصف ساعة، نحصل على التأثيرات المتوقعة، وهي زيادة اليقظة، تحسين التركيز، تقليل وقت الاستجابة، وتحسين الأداء الإدراكي.
ومع ذلك، تذكر Astrid Nehlig أن الجمع بين هاتين العادتين لم يتم إثباته علمياً حتى الآن، وتضيف: "فوائد قيلولة الكافيين تستند إلى تجارب شخصية ولكنها تفتقر إلى دليل علمي حقيقي".
ردود فعل مختلفة
علاوة على ذلك، هناك عوامل عدة يمكن أن تؤثر سلباً على هذه النظرية. الجدير بالذكر أن بعض الأشخاص يواجهون صعوبة في النوم بسرعة. يقول Brice Faraut: "إذا لم يتمكن الشخص من الاستغراق في النوم خلال نصف ساعة، فإن التأثير سيكون عكسياً، حيث يبدأ الكافيين في العمل ويمنعه من النوم". كذلك، تتفاوت سرعة تخلص الجسم من الكافيين حسب الأفراد. توضح Astrid Nehlig: "في المتوسط، يستغرق الجسم ما بين ساعتين إلى خمس ساعات للتخلص من نصف كمية الكافيين المستهلكة. أما لدى الأشخاص الذين يتحلل الكافيين في أجسامهم ببطء، فقد يصل هذا الوقت إلى 16 ساعة". ويزداد هذا الوقت مع زيادة استهلاك القهوة خلال اليوم. بالإضافة إلى ذلك، لا يتأثر الجميع بالقدر نفسه بمعفول القهوة المنشط للطاقة.
الخيار الأفضل: التجربة الشخصية
في النهاية، لمعرفة ما إذا كان الجمع بين القهوة والقيلولة مناسباً لك، ينصح العلماء بالتجربة الشخصية للوصول إلى رأي خاص. يوضح Brice Faraut: "الأشخاص الذين يستجيبون بشكل أفضل لتأثير الكافيين يمكنهم الاستفادة من قيلولة الكافيين، بخاصة قبل القيادة لمسافات طويلة أو أثناء العمل الليلي". وإذا لم تعط هذه الطريقة النتائج المرجوة، يقدم الباحث في علم الأعصاب نصيحة أبسط لاستعادة النشاط والحفاظ على جودة النوم، وهي المشي والتعرض لضوء النهار لتنشيط الساعة البيولوجية وتنظيم دورة النوم والاستيقاظ.