لايف ستايل
ما هي الأسماك البديلة للتونة المعلبة الملوّثة بالزئبق؟
أوفيلي أوسترمان - مدام فيغارو
6-November-2024
أعلنت المنظمتان غير الحكوميتين "بلوم" و"فود واتش" أن التونة المعلبة ملوثة بمادة الزئبق الضارة بالصحة، بعد إجراء تحقيق وتحليل من قبل مختبر مستقل على 148 علبة تم اختيارها عشوائياً. وطالبت السلطات المعنية ومتاجر البيع باتخاذ تدابير طارئة، منها تخفيض حدود الزئبق القصوى المسموح بها. وجاء في التحقيق أن "الحدود القصوى الحالية لمستويات الزئبق في التونة بأوروبا وضعت وفقاً لنسبة تلوث التونة التي تم رصدها، وليس بناءً على المخاطر الصحية للزئبق على البشر، وذلك لضمان بيع 95% من كميات التونة المتاحة". ووصفت المنظمتان هذا الأمر بـ"فضيحة صحة عامة حقيقية". فما هي الأسماك الدهنية البديلة التي يمكن استهلاكها؟
يعد الزئبق من بين أخطر 10 مواد على الصحة العامة بحسب منظمة الصحة العالمية. فعند ارتفاع مستوياته، يكون ميثيل الزئبق (الناجم عن تفاعل المعدن مع البكتيريا في البيئة المائية) ساماً للجهاز العصبي للإنسان، خصوصاً خلال فترة الحمل وأثناء الطفولة المبكرة. لذلك توصي الوكالة الوطنية الفرنسية للصحة والسلامةAnses النساء الحوامل والمرضعات والأطفال دون سن الثالثة بالحد من استهلاك الأسماك المفترسة التي قد تحتوي على نسب عالية من الزئبق - مثل التونة - وتجنب الأسماك المفترسة الكبيرة كسمك أبو سيف.
من جهة أخرى، لا يقتصر الحد من استهلاك التونة بسبب تلوثها بمادة الزئبق على الحوامل وحسب، فقد تتأثر الحامل بعوامل أخرى تطال صحتها وصحة جنينها، مثل تأثير تلوث الهواء على الحامل والجنين.
اختيار الأسماك الصغيرة
كيف يمكن تقليل التعرض للزئبق؟ يجيب الدكتور Pierre Souvet، طبيب أمراض القلب ورئيس جمعية الصحة والبيئة الفرنسية بأن "الخطوة الأولى هي تقليل استهلاك التونة بشكل كبير، ثم اختيار الأسماك الصغيرة، وليس الأسماك المفترسة الكبيرة التي تقع في آخر السلسلة الغذائية، مع التنويع في مصادر الأسماك". عملياً، يمكن اختيار الماكريل، الرنجة، السردين أو الأنشوجة.
تشترك هذه الأسماك الدهنية مع التونة من حيث المدخول الغذائي. تشرح Corinne Mairie، خبيرة التغذية البيئية وعضو Asef، أن "هذه الأسماك تحتوي على أوميغا 3 الضرورية لصحتنا، حيث تساهم في تكوين خلايانا وضمان عمل جهازنا العصبي بشكل جيد". تجدر الإشارة إلى أن زيوت بذور الكتان، الجوز والكانولا تحتوي أيضاً على أوميغا 3، ويفضل أن تكون عضوية.
تحتوي هذه الأسماك أيضاً على بروتينات عالية الجودة، وكذلك على الكالسيوم (بخاصة في الأسماك الصغيرة التي تؤكل عظامها، مثل السردين أو الأنشوجة). تضيف Corinne Mairie: "تحتوي أيضاً على فيتامين Dالذي نفتقر إليه عادة، وهو ضروري لصحة العظام ولتعزيز جهاز المناعة".
للاستفادة من هذه الفوائد، يوصى بتناول سمكة دهنية مرة واحدة في الأسبوع، بالإضافة إلى سمكة بيضاء مثل سمك القد. والأهم هو تنويع أنواع الأسماك المستهلكة، كما تؤكد خبيرة التغذية Corinne Mairie، مضيفة أنه كلما غيرنا أنواع الأسماك التي نتناولها، كلما قلّ تعرضنا للأسماك الملوثة".