لايف ستايل
رجيم "وجبة واحدة في اليوم"... هل هو صحي؟
تيفين هونيت - مدام فيغارو
27-November-2024
في شهر سبتمبر الماضي، احتفل المطرب بروس سبرينغستين Bruce Springsteen ببلوغه الـ75 عاماً، وعلى الرغم من تقدمه في العمر، يؤكد نجم أغنية Born in the USA أنه في أفضل حالاته، ويعود جزء من هذه الحيوية إلى نمطه الغذائي الخاص. يعتمد المغني الأميركي على نظام غذائي يعرف بـ"وجبة واحدة في اليوم" أو OMAD والذي يقوم على تناول وجبة واحدة خلال اليوم فقط.
كشف كريس مارتن Chris Martin قائد فرقة Coldplay، النقاب عن هذه العادة في مارس الماضي خلال بودكاست Conan O’Brien Needs a Friend، موضحاً أنه استلهم هذه الطريقة من سبرينغستين ليحافظ على رشاقته. لاحقاً، أكد بروس صحة هذه المعلومات لصحيفة التايمز، مشيراً إلى أنه يتناول "بعض الفاكهة صباحاً"، ويكتفي بتناول العشاء لاحقاً للحفاظ على لياقته. ولكن، هل يمكن اعتبار هذا النظام مثالاً يحتذى به؟
خسارة الوزن وديتوكس
يتطلب نظام "وجبة واحدة في اليوم" الامتناع عن تناول الطعام لمدة 23 ساعة متواصلة، مما يجعله نوعاً من الصيام شديد الصعوبة. لا يهم توقيت الوجبة سواء كانت صباحاً، ظهراً، أو مساءً، المهم أن تحتوي على جميع السعرات الحرارية المطلوبة. ومن المثير أن هذا النظام لا يضع أي قيود على نوعية الطعام المتناول، أما بالنسبة للمشروبات فيفضل اختيار تلك الخالية من السعرات مثل الماء، الشاي والقهوة.
يروج أنصار حمية OMAD لقدرتها على فقدان الوزن بسرعة، حيث توضح الطبيبة المهنية واختصاصية التغذية الدكتورة Claire Kalchman، أن هذا النظام الغذائي يسبب حالة تعرف بـ"الكيتوزية" Ketosis، وهي آلية يستخدم فيها الجسم الدهون بدلاً من الكربوهيدرات لإنتاج الطاقة، ما يساهم في تقليل مستوى السكر في الدم وحرق الدهون، كما أن هذا النظام له تأثير ديتوكس على الجسم لأنه يتيح للجهاز الهضمي فرصة للراحة.
آثار سلبية على الجسد والعقل
رغم هذه الفوائد، تحذر الطبيبة من أن هذه الآثار ليست طويلة الأمد وقد تكون ضارة بالصحة. تقول: "الجوانب السلبية أكثر من الإيجابيات بكثير. يؤدي هذا الصيام القاسي إلى نقص التغذية، الجفاف، الخمول، والانفعال. وعند العودة إلى الأكل الطبيعي، أو عند الشعور بنوبات الجوع والتي هي حتمية، سيستعيد الجسم الوزن المفقود بسرعة كبيرة وربما أكثرمن ذي قبل".
لا تتوقف التأثيرات السلبية عند الجانب الجسدي فحسب، بل تمتد إلى الصحة النفسية. تقول الدكتورة Claire Kalchman: "تسبب أنواع الصيام هذه اضطرابات الأكل القهري، وهو أمر خطر للغاية، بخاصة بين الشباب الذين يتزايد إقبالهم على هذه الأنظمة الغذائية".
خيارات أخرى لخسارة الوزن والحفاظ على الصحة
تتوفر بدائل أقل قسوة من هذه الحمية الغذائية مثل رجيم الصيام المتقطع، الذي يعتمد على الامتناع عن الطعام خلال فترات محددة. توجد حميات عدة متفرعة من هذا النظام، منها الصيام يوماً بعد يوم، الصيام يوماً واحداً في الأسبوع، نظام 5:2 (خمسة أيام اتباع نظام غذائي متوازن ويومان من تخفيض السعرات)، أو صيام الليل أي عدم تناول الطعام لـ16 ساعة. ومع ذلك، لا يوجد إجماع علمي على فاعلية هذا النظام الغذائي سواء لخسارة الوزن أو تحسين الصحة العامة.
الحل الأمثل
بدلًا من الصيام، توصي الدكتورة Kalchman باعتماد نظام غذائي منخفض المؤشر الجلايسيمي الذي يوازن مستويات السكر في الدم، ما يقلل الشعور بالجوع ويمنع زيادة الوزن. في الواقع، تحتوي كل الأطعمة على مؤشر نسبة السكر في الدم الذي يشير إلى مدى سرعة امتصاص السكر في مجرى الدم بعد تناول الطعام. كلما ارتفع هذا المؤشر، كلما زاد الطعام الذي يرفع مستويات السكر في الدم، لدرجة تجعلنا أكثر عرضة للتعب والرغبة الشديدة في تناول الطعام وزيادة الوزن. ومن هنا تأتي أهمية تفضيل ما يسمى بالأطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي. يعتمد هذا النظام على أطعمة مثل الحبوب الكاملة، الخضروات الورقية، والمكسرات. وتصفه الدكتورة بأنه مناسب للجميع، وبخاصة لمرضى السكري أو لأصحاب الأمراض المزمنة، ويمكن تطبيقه بسهولة على جميع أفراد الأسرة.
وأخيراً، تشير الطبيبة إلى أهمية الاستماع إلى احتياجات الجسد: "بدلاً من إجبار نفسك على الصيام، ركز على إشارات جسمك. لا يوجد نظام غذائي موحد يناسب الجميع، الأهم هو تحقيق توازن يتوافق مع احتياجاتك الخاصة. وفي حال صعوبة القيام بذلك، ينصح باللجوء إلى طبيب م