لايف ستايل
الغدد الكظرية: المحرك الخفي وراء الإرهاق والتوتر المزمن
نادية همام مارتي - مدام فيغارو
12-March-2025

يمكن أن يكون التوتر والإرهاق مرتبطين أحياناً بخلل في الغدد الكظرية التي تنتج الكورتيزول والأدرينالين. إليك بعض النصائح للعناية بها واستعادة طاقتك.
من ناحية أخرى، ولمحاربة التعب والتخلص من التوتر عبر النظام الغذائي، إليك 5 أطعمة تبعد عنك الشعور بالإرهاق وتمدّك ببشرة صحيّة ونضرة.
قد لا نتحدث عنها كثيراً، ومع ذلك، تلعب هاتان الغدتان الصمّاويتان دوراً حيوياً في الصحة والمزاج. يقول الدكتور ستيفان كليرجيه Stéphane Clerget، الطبيب النفسي ومؤلف كتاب Le Cerveau médecin: "غالباً ما نلوم الغدة الدرقية عند الشعور بالتعب غير المبرر، حيث يتم قياس مستويات هرموناتها سريعاً، لكن قد يكون خلل الغدة الكظرية هو السبب أيضاً."
بحجم ثمرة المشمش، تقع الغدتان الكظريتان فوق الكليتين. وفقاً للدكتور جان ميشيل كوهين Jean-Michel Cohen، طبيب التغذية ومؤلف كتاب Faites le bon choix !، فإنهما تنتجان العديد من الهرمونات المهمة، مثل هرموني الإستروجين والتستوستيرون، الموجودين عند النساء والرجال. كما أنهما تصنعان هرمونات التوتر:
- الأدرينالين، يرفع معدل ضربات القلب ومستوى السكر في الدم.
- النورأدرينالين، يؤثر على ضغط الدم.
- الكورتيزول، يساعد على تنظيم عملية الأيض لمواجهة المواقف الصعبة.
دور الغدد الكظرية في استجابة الجسم للتوتر
عند الشعور بالإثارة، الانفعال الشديد، الإحراج، أو الخطر، يتم تحفيز الجهاز العصبي الودي (المسؤول عن تحفيز الجسم للعمل). يرسل الدماغ إشارات عصبية تأمر الغدد الكظرية بإفراز الكورتيزول والأدرينالين. بعد زوال التوتر، يهدأ الجسم وتعود وتيرة التنفس إلى طبيعتها ويستعيد التوازن بفضل تدخل الجهاز العصبي اللاودي.
لكن إذا استمر التوتر، يستمر إفراز الكورتيزول بشكل متواصل، مما يجعله ساماً للجسم على المدى الطويل، حيث يؤدي في النهاية إلى الإرهاق، وفقاً لما تذكره عالمة النفس إيزابيل ميتنييه Isabelle Méténier في كتابها Et si c’était la fatigue mentale ? .
كيف نكتشف علامات الإنذار؟
تعرف هذه الحالة باسم "الإرهاق الكظري"، وتحدث عندما تعمل الغدد الكظرية تحت ضغط مستمر، أو عند التقدم في العمر. يضيف الدكتور كليرجيه أن هناك عوامل أخرى قد تؤدي إلى هذه الحالة، مثل الأمراض المزمنة، قلة النوم، التعرض للسموم البيئية، أو العيش تحت ضغوط متواصلة.
ومن بين الأعراض الواضحة لهذه الحالة:
- تعب شديد ومزمن.
- اضطرابات في النوم.
- ضعف المناعة وكثرة الالتهابات.
- سرعة الانفعال وانخفاض القدرة على تحمل التوتر.
- آلام في المفاصل والعضلات.
- تراجع في الذاكرة والتركيز، وحتى انخفاض الرغبة الجنسية.
ومع ذلك، يصعب تشخيص هذا الاضطراب من البداية، حيث يستدعي الأمر إجراء فحوصات طبية شاملة لاستبعاد أمراض أخرى قبل التأكد من وجود خلل في وظيفة الغدة الكظرية، وذلك عبر قياس مستويات الكورتيزول في الدم. حالياً، يمكن طلب اختبارات الكورتيزول عبر الإنترنت وإرسالها إلى المختبرات المختصة لتحليلها.
استعادة التوازن... وإعطاء الجسم فرصة للراحة
رغم أن الإرهاق الكظري موثق منذ ثلاثينات القرن الماضي في الكتب الطبية المتخصصة، إلا أن هذه الحالة نادراً ما يتم فحصها بشكل دقيق في الطب التقليدي. في حين يستخدمه خبراء العلاج الطبيعي بكثرة، فإن المصطلح نفسه غير متداول بين الأطباء، حيث يفضلون مصطلح "قصور الغدة الكظرية"، وهو أمر غير دقيق لأن القصور يشير إلى مرض حقيقي، كما يوضح الدكتور جان ميشيل كوهين.
يضيف الطبيب أن مصطلح "الإرهاق الكظري" استخدم لوصف حالة إنهاك الغدة الكظرية التي لم تصل بعد إلى حد القصور، ولكنها قد تسبب تباطؤاً عاماً في وظائف الجسم، شعوراً بالإحباط أو حتى أعراضاً اكتئابية.
لكن السؤال الأهم هو: هل يمكن اعتبار التوتر المزمن مرضاً حقيقياً؟ الجواب هو نعم، لأنه يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، تضييق الأوعية الدموية وتقلبات في مستوى الكورتيزول، مما يسبب إنهاكاً نفسياً وجسدياً، وربما احتباس الماء أيضاً.
رغم أن "الإرهاق الكظري" ليس مرضاً بحد ذاته، فإن آثاره خطيرة. وفقاً للدكتور ستيفان كليرجيه، فإن الكشف المبكر وتغيير نمط الحياة يمكن أن يحسنا الطاقة والصحة بشكل كبير. لا يوجد علاج طبي محدد لهذه الحالة، باستثناء مكملات الكورتيزول عند الضرورة.
لكن العلاج الأفضل، وفقاً للخبراء، يكمن في الراحة وتجنب العوامل التي تستنزف الغدد الكظرية.
كيف نحمي الغدد الكظرية من الإرهاق؟
المشكلة أن بعض الأشخاص يعيشون لسنوات في بيئة مرهقة من دون أن يدركوا ذلك، لأنهم اعتادوا على هذا النمط من الحياة. لذلك، من الضروري تحسين جودة النوم، تعديل النظام الغذائي وإدارة التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء.
في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر تغييرات جذرية مثل الانتقال من المدينة إلى الريف أو تغيير الوظيفة. مهما كانت الاستراتيجية المتبعة، ينبغي التحلي بالصبر، لأن استعادة وظائف الغدد الكظرية قد يستغرق أشهراً عدة.
قد يعجبك

ما بين البحر والسماء... جزر تأسر القلوب
6-March-2025

TRENDتعرض أيقونات التصميم الإيطالي في يوم التصميم الإيطالي 2025
6-March-2025
