لايف ستايل
ماذا يفعل شرب كوب ماء الليمون الدافئ بجسمك؟
تيفين هونيت - مدام فيغارو
23-April-2025

أصبح شرب كوب من الماء الدافئ مع الليمون صباحاً طريقة رائجة جداً ضمن روتين العناية بالصحة. فوفقاً للعديد من المؤثرين على منصة تيك توك في السنوات الأخيرة، يبدو أن كوب من الماء الدافئ مع الليمون على معدة فارغة يكاد يكون أول مشروب صباحي. محبّو هذه العادة يعتبرونها أشبه بالمعجزة، فهي توقظ الجسم، تحسّن الهضم، تطهّر الجسم من السموم، بل وتذيب الدهون أيضاً. لكن من منظور طبي، ما مدى صحة هذه المزاعم؟ وما هو التأثير الحقيقي لهذا المشروب على الجسم؟
من جهة أخرى، ما هي طريقة 12-5-30 التي تحرق الدهون وتقوي العضلات بسرعة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وأصبحت رائجة جداً؟
منشّط لحركة الأمعاء... لا للهضم
النقطة الإيجابية الأولى لهذا المشروب هي الترطيب، إذ كما توضح الدكتورة فايزة بوسي، طبيبة مختصة بالتغذية، فإن "شرب الماء فور الاستيقاظ ضروري بعد ساعات طويلة من دون أي ترطيب". تضيف الطبيبة أن مجرد شرب الماء ينشّط الجهاز الهضمي بلطف، ما يعيد تحفيز حركة الأمعاء. وتلعب حرارة الماء دوراً مهماً في هذا السياق. "فبالنسبة لبعض الأشخاص، قد يتسبب الماء البارد بانقباض القناة الهضمية، مما يسبب شعوراً بعدم الارتياح، وهو ما لا يحدث مع الماء الفاتر أو الدافئ، الذي يكون غالباً أسهل على المعدة"، تشرح الطبيبة.
ميزة أخرى هي أن حموضة الليمون تساعد على تحفيز إفراز اللعاب والعصارات المعدية، مما قد يسهّل عملية الهضم بعض الشيء. لكن تحذّر الطبيبة فايزة بوسي من عدم المبالغة في تقدير هذا التأثيرقائلة: "الواقع أن طعم الليمون الحمضي هو الذي ينشّط براعم التذوق ويجعل الماء أكثر متعة للشرب لا أكثر".
دعم خفيف للمناعة وصحة الخلايا
الليمون مشهور بكونه غنياً بفيتامين C، أحد أبرز مقوّيات جهاز المناعة. لكن نصف حبة ليمون بالكاد توفّر 20% من حاجة الجسم اليومية لهذا الفيتامين. تشير الطبيبة أنّ هذا غير كاف لتعزيز المناعة بشكل فعّال، فالتغذية المتوازنة والغنية بالفواكه والخضروات تضمن ذلك.
أسطورة الديتوكس وحرق الدهون
يروَّج على مواقع التواصل الاجتماعي لفكرة أن الماء الدافئ مع الليمون قادر على "تنقية الكبد". فكرة جذابة، لكنها غير صحيحة علمياً، حسبما تؤكد الطبيبة. تقول: "الكبد عضو ينظّف نفسه بنفسه بشكل دائم، عبر عمليات بيوكيميائية معقّدة. فكرة أنّ مكوّناً واحداً يمكنه تنظيف الكبد هي مجرد تسويق وليست أمراً طبياً".
وماذا عن خسارة الوزن؟ هنا أيضاً، يجب توخي الحذر. قد يساعد شرب الماء صباحاً على تقليل الإحساس بالجوع مؤقتاً، خصوصاً إذا كان بديلاً عن وجبة خفيفة أو مشروب سكري. غير أن "الليمون بحد ذاته لا يملك أي خصائص علمية مثبتة لحرق الدهون، وهذه مجرد خرافة متداولة"، وفق ما تؤكده الطبيبة.
نصائح قبل اعتماد هذه العادة
يجب تذكّر أن حموضة الليمون لا تناسب الجميع. "قد يسبب تهيّجاً في بطانة المعدة، ويزيد من حدة الارتجاع المريئي، كما قد يضعف مينا الأسنان"، تحذّر الدكتورة التي توصي من يعانون من حساسية الأسنان بغسل الفم بعد الشرب.
أخيراً، تنصح الطبيبة بتعديل روتين الصباح ليشمل عادات صحية أخرى: "تناول فطور متوازن غني بالألياف والبروتينات والدهون الجيدة، التعرض للضوء الطبيعي مع ممارسة بعض تمارين التمدد أو المشي الخفيف". والأهم من ذلك، عدم ربط الصحة بمنتج واحد أو بعادة واحدة، فالتنوّع يبقى دائماً المفتاح.