جمال
كيقية اختيار جرّاح التجميل المناسب
جوستين فوتري – مدام فيغارو
28-April-2025

شهدت عمليّات الجراحة التجميليّة ازدهاراً ملحوظاً، حيث زادت عائدات سوق الطبّ التجميلي حوالى 50% خلال أقلّ من خمس سنوات، وفقاً لأحدث تقرير صادر عن مؤتمر IMCAS العالمي. ويتوقّع المتخصصون استمرار هذا النموّ المتسارع حتى عام 2027 على الأقل.
في السياق نفسه، يؤكّد الدكتور ألكسندر كوتسومانيس Alexandre Koutsomanis، الطبيب والجرّاح التجميلي في باريس، أنّ عدد الأطباء العاملين في هذا المجال في تزايد مستمر، ويقول: "هناك مدن بات فيها تنوّع العروض كبيراً إلى درجة يصبح من السهل على المرضى أن يشعروا بالضياع"، ما يجعل قرار الخضوع للجراحة التجميليّة أمراً مربكاً ومعقّداً أحياناً.
من جهة أخرى، إليك حلول لمواجهة عمليات التجميل الفاشلة.
الاعتماد على التوصيات الشفهيّة بدل تقييمات غوغل
يلجأ معظم المرضى اليوم إلى البحث عبر الإنترنت كخطوة أولى. لكن بالنسبة إلى الدكتور سيباستيان غارسون Sébastien Garson، المتخصّص في الجراحة التجميلية والترميمية والمدير العلمي في مؤتمرIMCAS، فإنّ الأفضل هو الاعتماد على التوصيات الشخصيّة. ويشرح: "عندما نعرف شخصاً خضع لعمليّة تجميلية ومرّ بتجربة إيجابيّة، يكون ذلك مدعاة للثقة والاطمئنان، كما يعطي فكرة عن جودة الرعاية بعد العمليّة."
يضيف: "حتى أفضل الجرّاحين قد يواجهون مضاعفات، لكنّ الفارق الحقيقي يكمن في طريقة إدارتهم لهذه الحالات". فإن كان المريض السابق راضياً عن العمليّة ونتائجها والمتابعة التي تلقّاها، فهذا يعكس جودة العمل بشكل عام. يتّفق الدكتور كوتسومانيس مع هذا الرأي، ويعتبر أنّ المشكلة تكمن في أنّ "ليس لدى الجميع شخص مقرّب سبق أن خضع لجراحة تجميليّة".
وفي حال غياب التوصيات الشخصيّة، يمكن اللجوء إلى المواقع المتخصّصة، لكن الطبيب يحذّر من الثقة العمياء بنتائج محركات البحث مثل غوغل، قائلاً: "الظهور في أوائل نتائج البحث لا يعني بالضرورة أنّ الطبيب هو الأفضل. قد يكون السبب ببساطة أنّ لديه موقعاً إلكترونيّاً منذ فترة طويلة، ما يمنحه ترتيباً أعلى في نتائج البحث. لكن هذا لا يعكس بالضرورة جودة رعايته، ولا مدى استماعه للمرضى أو اهتمامه بمتابعتهم."
ويضيف: "من النادر اليوم ألّا نجد طبيباً لديه تقييمات على الإنترنت. لكن علينا الانتباه، فالكثير من هذه التقييمات يمكن شراؤها أو توليدها باستخدام الذكاء الاصطناعي. مثلاً، عندما نرى طبيباً شاباً لديه 300 تقييم جميعها بـ5 نجوم، يجب أن نطرح علامات استفهام."
التحقّق من مؤهّلات الجرّاح
من بين الخطوات الأساسيّة التي يشدّد عليها الدكتور سيباستيان غارسون: "يجب التأكّد من أنّ الجرّاح يحمل اختصاصاً معترفاً به في الجراحة التجميلية والترميمية، لأنّ تخصّص "الجراحة التجميليّة" وحده لا وجود رسمي له.
إلى جانب التحقّق من المؤهلات الأكاديمية، يلعب الانطباع الأوّل خلال الاستشارة الأولى والتوصيات الشخصيّة دوراً مهماً أيضاً. فالخبرة العلمية مهمة، لكنّ الحافز والاهتمام والشغف بالمهنة وحبّ العمل المتقن، عوامل لا تقلّ أهمية، وهي تختلف من شخص إلى آخر، كما هي الحال في المهن الحرفيّة. فالجراحة، قبل أيّ شيء، هي أيضاً حرفة يدويّة.
التحضير الجيّد للاستشارة الأولى
لضمان استشارة ناجحة، من المهمّ أوّلاً التأكّد من أنّ الجرّاح يقدّم فعلاً العمليّة المطلوبة. فمثلاً، لا يقوم جميع الجرّاحين التجميليّين بعمليّات تجميل الأنف. لهذا، لا بدّ من التدقيق في نوعيّة الإجراءات التي يمارسها الطبيب.
يقول الدكتور كوتسومانيس: "من الضروري أيضاً أن يحضّر المريض أسئلته مسبقاً، لأنّ العودة من اللقاء الأوّل من دون إجابات واضحة قد تترك شعوراً بعدم الاطمئنان. وغالباً ما يبادر الطبيب إلى شرح التفاصيل، لكن من الأفضل أن يكون المريض قد حدّد استفساراته بدقّة. فهذه هي الطريقة الوحيدة لاتخاذ قرار واع ومطمئن. فكثيراً ما يحصل تضارب بين الصورة المثاليّة في ذهن المريض والتغيّرات الحقيقيّة التي يمكن تحقيقها، بخاصّة في عصر الصور المعدّلة والفلاتر المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
الشعور بالجاهزية النفسية
يشدّد الدكتور كوتسومانيس على نقطة محوريّة، إذا كان لدى الشخص أيّ تردّد، من الأفضل أن ينتظر. يمكنه دائماً حجز موعد ثانٍ مع الطبيب نفسه لمناقشة التفاصيل من جديد واتّخاذ القرار عن قناعة تامة. يقول: "للخضوع لعمليّة تجميليّة، يجب أن يكون الشخص جاهزاً وواثقاً من رغبته. من الطبيعي أن يشعر بالتوتر أو القلق، لكن التردّد علامة على أنّ الوقت غير مناسب. فإذا كان هناك أدنى شكّ، فمعناه أنّ القرار لم ينضج بعد. في هذه الحالة، الأفضل تأجيل العمليّة أو حتى التراجع عنها."
يضيف: "من المهمّ أيضاً أن يسأل الشخص نفسه: هل هذا هو التوقيت الأنسب؟ هل أنا مستعدّ نفسيّاً؟ وهل وضعي العائلي والمهني يسمحان لي بالتفرّغ؟" فمثلاً، إذا كان لديه أطفال صغار أو يمرّ بفترة ضغط مهني كبير، يستحسن تأجيل العمليّة لبضعة أشهر.
أما عن فكرة الحصول على رأي طبيّ ثان، فيقول الطبيب: "ليس شرطاً ضرورياً، لكنّه يساعد بعض المرضى على الاطمئنان. غير أنّ الذين يطلبون أكثر من رأي، عادةً ما يكونون غير قادرين على بناء علاقة ثقة مع الأطبّاء، وهذا قد يشير إلى مشكلة أعمق، وربّما يدلّ على عدم الجهوزيّة".
قد يعجبك

روتين العناية بالأظافر قبل الزفاف
28-April-2025

تعرفي على المجموعة الواسعة من الماسكارا التي تقدمها علامة Benefit
28-April-2025
