مشاهير
هل القيادات النسائية تواجه فيروس الكورونا بشكل أفضل؟
يستند الجواب إلى حقائق وبيانات
Madame Figaro / كلوي فرايدمان
22-April-2020
"إنهنّ سلاح سري في مكافحة وباء الكورونا" هكذا وصفت الصحافية أروى مهدوي القائدات السياسيات في مقالها في The Guardian. برزت في الفترة الأخيرة صور لقائدات سياسيات مثل أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية، جاسيندا أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا، وتساي إنغ ون، رئيسة تايوان، عبر السوشيال ميديا، وتحديداً في منشور على صفحة Brain Magazine. حصدت تلك الصورة آلاف الإعجابات على السؤال التالي: ما المشترك بين الدول التي تواجه فيروس الكورونا بشكل أفضل؟" ردت مجلة فوربس: "القيادات النسائية".
تتساءل وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل الإجتماعي: "هل القيادات النسائية أفضل في محاربة جائحة فيروس الكورونا؟" في مقال نشر يوم السبت 11 أبريل ، كتبت صحيفة The Guardian: "كونك امرأة ليس من الضروري أن يجعلك الأفضل في مكافحة وباء عالمي" ولا يجعلك قائدة أفضل. أكّدت أروى مهداوي إنها فكرة تعزز العنصرية الجنسية أو أن النساء يشعرن بالفطرة بتعاطف أكبر. لكن في الواقع، "على النساء أن يكنّ أفضل ليصبحن قائدات".
إستجابة أفضل
في الواقع، سجّلت الولايات المتحدة الأميركية، التي يرأسها دونالد ترامب، أكثر من 23.500 وفاة حتى اليوم، في حين سجلت نيوزيلندا، بقيادة رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن، 9 وفيات. يعود ذلك إلى اتخاذ تدابير وقائية مبكرة للحد من انتشار فيروس الكورونا، فعمدت رئيسة وزراء نيوزيلندا إلى فرض الحجر المنزلي، وإغلاق الحدود مع الخارج، رغم تسجيل 6 حالات فقط. في هذا الصدد، قالت صحيفة The Guardian: " إن السبب في تسجيل معدل وفيات منخفض يعود جزئيًا إلى الموقع الجغرافي وعدد السكان الذي يقل عن 5 ملايين نسمة" في نيوزيلاندا. في 17 مارس، أعلنت القائدة السياسية عن إطلاق خطة إقتصادية لتجنّب الركود الذي يهدد البلاد بعد الكورونا. تضمّنت هذه الخطة ضمانات للأجور، إعفاءات ضريبية وخطة إنقاذ لشركات الطيران ، وفقًا لموقع Women’s Agenda.
كذلك في ألمانيا ، اتخذت المستشارة أنجيلا ميركل تدابير وقائية سريعة لمكافحة فيروس الكورونا، كما حذّرت الجميع منه منذ البداية، مؤكّدة للمواطنين من أن الفيروس قد يصيب 70 في المئة من الشعب، بحسب مجلّة فوربس. وصرحت ميركل للألمان قائلة "إنها مسألة خطيرة، خذوها على هذا النحو." رغم تسجيل 3200 حالة وفاة، إلا أن القائدة الألمانية تمكنت من السيطرة على الوباء بفضل توفّر عدد كبير من أسرّة الإنعاش والاختبارات المكثفة للمواطنين. ووفقاً لمجلّة فوربس، تميّزت القيادة النسائية باستجابتهنّ السريعة مما سمحت لهنّ بمكافحة وباء الكورونا بشكل أفضل. كما أشادت المجلة الأميركية بكفاءة و"وتيرة" رئيسة تايوان تساي إنغ ون ، عندما وصفتها شبكة الـ"سي إن إن" CNN بأنها "واحدة من أفضل الاستجابات لأزمة الكورونا"، إذ كانت أول من اتخذ 124 إجراء وقائياً لمكافحة الوباء ابتداءً من يناير. أما بالنسبة لأيسلندا، فقد سمحت رئيسة الوزراء كاترين جاكوبسوتير لجميع المواطنين بإجراء اختبار فيروس الكورونا مجانًا.
مبادرات مبتكرة
اتخذت بعض القياديات إجراءات مبتكرة لمكافحة الكورونا. دعت سانا مارين، التي تبلغ 34 سنة، أصغر قائدة في العالم ورئيسة حكومة فنلندا، المؤثرين أو الإنفلونسرز إلى نشر المعلومات حول الوباء المستجدّ. لم تتردد القياديات أيضاً في مخاطبة المواطنين الصغار، فاستضافت إيرنا سولبرغ، رئيسة وزراء النرويج، مؤتمراً صحفياً للأطفال فقط لتوعيتهم بشأن الفيروس. كما حذرت جاسيندا أرديرن الصغار النيوزيلنديين من أن أرنب عيد الفصح قد لا يمرّ هذا العام، في مقطع فيديو نُشر في أوائل أبريل.
وفي الدنمارك، سجلت رئيسة الحكومة مته فريدريكسن حتى الآن 299 حالة وفاة. إذا كانت النساء منظمات أكثر وتتخذن مبادرات مبتكرة أكثر لمكافحة وباء الكورونا، فلا يمكن أن يقتصر نجاحهنّ على جنسهنّ فحسب. وقالت الصحافية فيThe Guardian أنه يجب أخذ عوامل أخرى بعين الاعتبار، مثل سياسات الحكومات السابقة. بالإضافة إلى ذلك، يحاول بعض القياديين مثل جاستن ترودو الحد من الوباء مع 780 حالة وفاة، مقارنة بـ 14900 في فرنسا. لا بدّ من أن تدخل إنجازات القيادات النسائية التاريخ في إدارة الأزمات.