رسائل خفية تحملها الملكة إليزابيث في ملابسها

رغم أنه لا يحق للملكة إليزابيث الثانية من أن تظهر انحيازها لرأي سياسي معيّن أو أن تعبّر عن رأيها بأي قضية، إلّا أنه لا يمكن منع الملكة من ارتداء ألوان، وأكسسوارات تعكس من خلالها موقفها بطريقة غير مباشرة.

إطلالات الملكة إليزابيث مدروسة ولا تختار ألوان ملابسها والتفاصيل التي تزيّنها من القبعة إلى البروش بطريقة عشوائية: كل تفصيل يأتي في مكانه الملائم. وأكّدت ذلك الكاتبة الصحافية الإنجليزية سالي هيوز Sali Hughes في كتابها Our Rainbow Queen: A Tribute To Queen Elizabeth II and Her Colorful Wardrobe حيث لقّبتها بـ"ملكة قوس القزح"، وتتحدث في الكتاب عن أسرار حب الملكة للألوان الزاهية والأسرار التي تحملها.

مواقف الملكة إليزابيث

تقول سالي في كتابها: "ما لا يمكنها قوله بالكلام، تشير إليه من خلال ملابسها." وقدّمت بعض الإثباتات كيف تعتمد رئيس الكمنولث ملابسها لتوجيه رسالة معينة من دون التلفظ بكلمة واحدة، وقالت: "خذي على سبيل المثال، إطلالة صاحبة الجلالة بطقم باللون الأزرق والأصفر، إشارة إلى علم الاتحاد الأوروبي، خلال افتتاح البرلمان البريطاني بعد استفتاء خروج بريطانيا Brexit عام 2016، حيث كانت قبعتها مزينة بزهور صفراء صغيرة وكأنها تدل إلى النجوم في العلم الأوروبي، مما يظهر رفضها لذلك على ما يبدو."

كذلك، خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته السيدة الأولى ميلانيا عام 2018 في قصر ويندسور، استقبلتهما الملكة إليزابيث باللون الأزرق يزيّن طقمها بروش كبير، كان قد أهداها إياه باراك وميشيل أوباما.


 

أشارت هيوز أيضًا إلى أن الملكة احترمت الثقافة السعودية عند لقائها بولي العهد السعودي الأمير عبد الله، حيث ارتدت وشاحاً حريرياً على رأسها، لكنها فرضت قوّتها ونفوذها  عندما جعلته يجلس إلى جانبها في سيارتها وتقود به، وكان لأول مرة في حياته يجلس إلى جانب امرأة تقود سيارة، ما كان أمراً محرجاً له.

لغة الحقائب

تستخدم الملكة إليزابيث حقيبة يدها لإرسال رموز سرية إلى موظفيها. إذا وضعت الملكة حقيبتها على الأرض، هذا يعني أنها تريد الاستمرار في التحدث مع أحد كبار الشخصيات. أمّا إذا وضعتها على سطح مرتفع، مثل الطاولة، فهذا يعني أنها بحاجة إلى "إنقاذ" من الموقف.

لغة الديبلوماسية

تحرص الملكة البريطانية على عدم ارتداء ألوان أو أكسسوارات تشير إلى معانِ أو آراء مبطنة، خلال حضورها المناسبات الدولية مثل الألعاب الأولمبية، فتحافظ على ديبلوماسيتها في هذه المناسبات. تقول سالي: "إذا توجّهت إلى روسيا أو الصين، فلن ترتدي الملكة اللون الأحمر لتجنّب الإعلان عن التحيز.تفكر دائمًا في العادات والثقافات المحلية."

اللون الموحّد

أكّدت هيوز أن الملكة للون غالباً ما تختار لوناً بارزاً موحّداً لإطلالاتها، لأن ذلك يؤثر بشكل كبير في الناس ويجعلهم يلاحظونها أينما ذهبت. مثلاً خلال عيد ميلادها الـ90 عام 2016، ظهرت إليزابيث الثانية بطقم من النيون

من رأسها حتى أخمص قدميها، مما نال شعبية كبيرة وبالتالي، زادت المبيعات لاحقاً في المملكة المتحدة على أكسسوارات النيون في ذلك الوقت.

أنجيلا كيلي هي المصممة التي تهتم بإطلالات الملكة إليزابيث إلى جانب مصمم الأزياء الملكية ستيوارت بارفين. تؤكّد سالي هيوز أن كل إطلالة للملكة مدروسة بدقة: تهتم أنجيلا بكل قطعة وأكسسوار من إطلالتها وتحرص على عدم وجود أي خطأ يذكر فيها.