موضة
محطات نتذكرها من أول أسبوع الموضة الرقمي
هل نجحت دور الأزياء في مواجهة التحدي؟
سابرينا بونز / Madame Figaro
14-July-2020
شهدت مجموعات الأزياء الراقية لخريف وشتاء 2020 تغيير جذري، إذ لأول مرة، أصبح أسبوع الموضة عبر الإنترنت بالكامل، الأمر الذي شكّل تحدياً كبيراً أمام المصممين ودور الأزياء.
لمدة ثلاثة أيام عُرضت مجموعات الخياطة الراقية عبرالشاشات. مع حظر السفر بسبب فيروس الكورونا والتباعد الاجتماعي، تم تعليق الرانواي الكلاسيكي بشكل مؤقت ليُستبدل بالمنصة الرقمية. هذا يعني لا مزيد من صالات فخمة وأماكن تراثية وجمهور مدعو للحضور وصفوف أمامية مليئة بالمشاهير. عُرضت التصاميم الراقية عبر الإنترنت حيث كانت متاحة لجمهور أكبر بكثير من ذي قبل. كانت تجربة غير مسبوقة.
العرض السينمائي
لم تفقد المنصة الرقمية الإيقاع التقليدي لأسبوع الموضة، فبدا وكأنه منصة Netflix للموضة. توزّعت عروض الأزياء الرقمية على مدار اليوم، مع الحفاظ على الوتيرة نفسها. لكن الفرق الوحيد كان غياب الرانواي، الذي استُبدل بمقاطع فيديو قصيرة عرضت مجموعات الأزياء للخياطة الراقية. اعتادت دور الأزياء الفاخرة على التنافس لتقديم أفكار تُكلّف الكثير لعرض مجموعاتها. هل تتمكن شاشات الكمبيوتر أو الهواتف الذكية من نقل الشعور نفسه؟ هل يمكن للجمهور أن يشعر بسحر الفستان عبر فيديو؟
بدون عروض أزياء مباشرة، لجأ بعض المصممين إلى صانعي الأفلام لمساعدتهم على مواجهة هذا التحدي. وضعت Dior، التي امتلكت ميزانية كبيرة، عرضها بين أيدي المخرج الإيطالي ماتيو غارون، الذي فاز بالجائزة الكبرى في كان Cannesعن فيلميه Gomorra و Reality، كما أعاد مؤخراً إصدار فيلم جديد لقصة بينوكيو مع روبرتو بينيني.
نقلت دار الأزياء جمهورها إلى عالم ساحر حيث نقٌلت معظم فساتين الأزياء الراقية إلى حجم مصغر. حصد الفيديو الذي امتدّ على 10 دقائق، أكثرمن 200 ألف مشاهد عبر اليوتيوب YouTube، وهو عدد مشاهدين يفوق عدد الجمهور المدعو لحضورعرض الأزياء المباشر (عادة ما يتراوح الحضور بين 100 و 300 شخص) لمشاهدة مجموعات الأزياء الراقية.
استخدم Azarro أيضًا المهارات السينمائية لتقديم مجموعتها لأولى. اختارالمدير الفني الجديد للعلامة، أوليفييه تيسكينز، أن يعرض تصاميمه الراقية على جسد مغنية البوب سيلفي كريوش، في مقطع مثير من إخراج لوكاسدونت، الذي كان قد فاز أيضاً في كان Cannes عام 2018 عن فيلمه Girl.
أمّا النسبة إلى شانيل Chanel، كان إخراج الفيديو من مهمّة المصوّر السويدي، ميكائيل جانسون، الذي قدم فيلماً مدته دقيقة واحدة و 22 ثانية، كشف فيه عن 30 تصميماً من الأزياء الراقية لأميرات البانك في سلسلة م اللقطات المأخوذة من الاستوديو.
تصاميم أقل
كان الهدف من إطلاق المنصة الرقمية هو الحفاظ على حدث تصل فوائده الاقتصادية إلى 1.2 مليار يورو سنويًا، إلّا أن دور الأزياء لم تتمكن من تصميم مجموعة كاملة. يعود السبب إلى نفاذ الأقمشة والمواد الأخرى بالإضافة إلى المواعيد القريبة والمُهل الضيقة. هذه كانت حال Schiaparelli التي أرجأت عرض مجموعتها إلى ديسمبر. رغم ذلك، عرضت الماركة مقطع فيديو قصير لا يتجاوز الـ4 دقائق ظهر فيه المصمم الأميركي دانيال روزبيري من منزله في نيويورك، وهو يرسم في حديقة المدينة. انطبق الأمر نفسه على كل من Maison Margiela وValentino وElie Saab الذين سيعرضون مجموعتهم في وقت لاحق من هذا العام.
أماJulie de Libran ، فاكتفت بعرض مقطع فيديو تظهر فيه المصاعب التي واجهتها خلال الحجر. امتنعت المصممة عن عرض تصاميم جديدة، بل سمحت لإبداعها بأن يكون البديل عن المجموعة.
ركزمصممون آخرون على تصميم واحد، تمامًا مثل المصممة الهولنديةIris van Herpen التي عرضت فستانًا أبيض من الأورغانزا الحريري، تألقت به الفنانةCarice Van Houten، عكست من خلاله التزامها ضد الإنتاج المفرط في صناعة الأزياء. كما اختار المصمم اللبناني ربيع كيروز تقديم فستان فريد من نوعه صممه ونفذه بين بيروت وباريس. علماً أن دور الأزياء "الكبيرة"، مثل Dior وChanel فتضمنت مجموعاتها حوالي 30 تصميماً، إلا أنها محدودة بالنسبة لما كانت تنتجه في السابق.
الالتزام بالوقت
عُرضت المجموعات في الوقت المحدد، من دون أي تأخير كما كانت الحال في الرانواي التقليدي، الذي كان يشهد تأخيرات لمدة نصف ساعة بانتظارأن تبدّل عارضات الأزياء ملابسهنّ، ومكياجهنّ وستايلهنّ في كل مرة. لكن مع العروض الرقمية لا مزيد من تعديلات نهائية وراء الكواليس. يبدأ العرض في الوقت المحدد بالضبط.