موضة
مجموعة إيلي صعب تعكس إصراره على القيامة والحياة
الأزياء الراقية تبعد الركام وتحلّ محلّه
حنان تابت
11-September-2020
بيروت يا أجمل الملكات، يغسل البحر أقدامك ذهاباً وإياباً لأن بك يليق التكريم وكل طقوس الفن والجمال. أنت الأقوى أنت الأحلى أنت العراقة التي ألهمتنا دوماً، كيف لا نمسك بيدك وننقلك إلى العالم الذي تستحقين، إلى الضوء إلى القوة إلى الإصرار على الحياة دوماً. وهل غير الفن والإبداع يداويان آلآمك ومصابك يا عروسة المتوسط؟
قلبه ينبض على إيقاع مدينته الساحرة، إبداعاته من حيويتها، وسحر ألوانه الهادئة الجميلة من سمائها وبحرها وشمسها، هي الملهمة والحبيبة والأنيقة التي لا يليق بها إلّا كل أنواع الفرح والزهو، كيف لا وهي نبع الحياة!
إيلي صعب جذوره في لبنانه وأغصانه المثمرة بثمر اللذة الشغوفة، ظللت أطياف الجمال وامتدت الى العالم. غير أن شغفه بيروت ملهمته، واليوم أكثر من كل يوم مضى، زاده تعلقاً وإصراراً والتزاماً بمدينته الدائمة الإشراق، المشعّة المتألقة المتلألئة، بمعدنها الأصيل الذي لا تزيده نار الأحزان والدمار إلّا صلابة، ومُضي.
مجموعته من لبنان إلى العالم اختزلت الفصول كاملة، من الجذور انطلقت نشيد فرح وحولت مسارها لتعكس تعلقه ببيروته القوية الجميلة، فأبعد ركام الواقع ووجعها على أبنائها ليحل مكانه تحدٍ شجاع وفساتين من الأزياء الراقية، تخطت الزمان والمكان غاصت في سحر الطبيعة الناعمة وهدوئها الفرح كالعودة الى نبع الحياة الذي لا ينضب، لتبقى بيروت قصيدة حب وردية، ملهمة دائمة للنفس التائقة للجمال والاصالة.
فساتين حالمة في كل منها قطعة من بيروت، وعرائس نور احيت مَجدا قديما بثوب جديد، مؤكدة على التشبث بالحياة في مدينة شجاعة نفضت عنها غبار الحزن. قوة حبه لبلده وتعلقه به وبمدينته، الذي تزيده السنين بحلوها ومرّها توهجا، ربط اسمه بهما فاصبح العالم يرى لبناننا بعينيه الحالمتين المليئتين بالامل وقلبه الشجاع وعنفوان محبته، فاصبح هو رمزا لوطنه لايعرف كيف يتوقف عن العطاء، وصورته الجميلة في زوايا الارض الاربع.
أناقته البسيطة وفساتينه الفخمة البرّاقة حوّلت الجميع إلى ملكات طالعات من الجذور، لعبة الضوء وانعكاس الماء بصفائه أخذا حورياته إلى مشهد كأنه انطباع حلم، أجمل منه واقع ملون بالأصفر التِبني، وأزرق السماء عند بزوغ الفجر كأننا نعيش زمناً آخر قيَّمه الجمال والقوة وعظمة تتجلى بكل تفصيل من هذه التصاميم الخلّابة. للشفافية بأعماله مكان كبير جمالها برقّتها وبُعدها عن الضوضاء تشعر معها، وكأنك دخلت إلى حرمة هيكل الجمال الحالم.
في حلمه، تلاقٍ وهذا ما يمثله لبنانه لقاء جامع وسلام لمحيطه، وانعكاسات مشعّة كانعكاس أرواحنا المتمردة، تولد من أنامله بتلك البساطة المزركشة بكل الوان الحياة الحالمة، ينهل من خضار الطبيعة ولون شمسها بكل تموجاته. البساطة عنده مع الاناقة هما الترف السهل الممتنع.
مع كل مجموعة يحلق عاليا، فتعود طبيعته الاصيلة لتشده إلى الجذور إلى طبيعتنا الخلابة فيستعين بألوان فجر كل يوم جديد يأخذ الهدوء والصفاء وفخامة بسيطة حتى بفستان عروسته الزهري التموّج والذهبي اللمعة، كأنه به يقول: البساطة لا تلغي الفخامة. ورود كثيرة تملا الاماكن يفوح منها عطر الاناقة المميز يحيك لنا عالماً من الجمال والكثير من ريش عصفور بسط جناحيه بفسحات من الحرية حملنا بخفته الى بلاد الاساطير البهية، واقمشة تنساب وتتحول الى سيمفونيات من الجمال حين يمسها سحر انامله.
مجموعته الرائعة التي تؤكد إصراره على القيامة والحياة والحب والفرح، ودور بيروت كأنها تنادي المدينة وتقول لها: اختالي كحلم وانسابي كالحرير، انت رمز الانبعاث وعودة الروح التي تليق بك.عودي يا مدينة الأناقة لترفلي بثوب الفرح، واصنعي من نبع الحياة المتدفق حبات لؤلؤ تزينين بها صفحات الدهور.