مشاهير
عنايا عواضة حمدان نجاح وتميّز متعدد الأوجه
جوان رزق
22-March-2022
إستمع للخبر
سيدة استطاعت ان تحقّق نجاحاً لافتاً في ثلاث عوالم مختلفة: عملها المصرفي كمديرة تنفيذية في بنك MEAB، وكسيدة ملهمة على المستوى الاجتماعي والانساني، وكزوجة وأم لبطليّ لبنان في السباحة. كيف أمكنها كسيدة لبنانية أن تواجه مفاعيل الأزمة التي يمر بها لبنان والتي ترخي بظلالها القاتمة على الأمهات بشكل خاص، وان تكمل، رغم ذلك، مسيرتها المهنية والعائلية، مطلقة الصوت لمجتمع أفضل؟ اليكم التفاصيل.
"اخبروا المناضلين في كل انحاء العالم انهم أصدقائي"، جملة تطالعنا على احدى صفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي، ماذا تقولين عن المناضلة عناية؟ وماذا عن الساحات المختلفة لنضالك هذا؟ اخبرينا عنها:
نشأنا في مجتمع أصبحت فيه أبسط حقوقنا من الكماليات، لنجد أنفسنا محكومين بخيارين: الاستسلام للواقع المرّ او النضال لحياة افضل. بالنسبة لي، بدأ هذا النضال عندما منعوني اهلي من اللعب في حديقة منزلنا لان ارضنا مزروعة بالألغام... وهكذا تعلمت ان احدد خياراتي: ان اعيش مع الألغام أو ان احاول نزعها لمستقبل افضل لي ولأولادي... وبالطبع اخترت الخيار الثاني... للأسف، نضالنا كسيدات لبنانيات يحدث على جبهات متعددة، فنحن بحالة نضال مستمر لا يمنحنا حتى فرصة الاحتفال بإنجاز او حتى التقاط انفاسنا بين تحدٍ وآخر... ولكنني أؤمن اننا كسيدات مطالبات بالعمل المتواصل مهما بلغت الامور تعقيدا وصعوبة، من اجل الوفاء بالتزاماتنا تجاه الذات والشريك والعائلة والمؤسسة والمجتمع، نحن اللواتي قررن الخروج من ظل التبعية والتمتع بحس القيادة والاستقلالية. كما نحن مطالبات بالنضال للحفاظ على رفاهيتنا وصحتنا الجسدية والنفسية.
كمديرة تنفيذية لأحد ابرز المصارف في لبنان، كيف استطعت المحافظة على هذه الثقة وهذا الاندفاع والايجابية من موقعك كمسؤولة في واحد من اكثر القطاعات التي تتعرض للتحديات حاليا، وكيف استطعت ان تؤمني هذا التوازن في موقفك الازمة، والالتزام بالمصداقية والشفافية وحرية التعبير عن الرأي؟
انا بالدرجة الاولى مواطنة لبنانية تتمتع بكامل حقوقها بالتعبير طالما اننى لا اتعدى على حقوق الاخرين. هذه الازمة ليست مناطقيه او حزبية او حصرية، بل تحمل طابعاً وطنياً اقتصاديا واجتماعياً وبيئيا وثقافيا بالدرجة الاولى. انا اعمل في مؤسسة يقودها السيد علي حجيج وهو شاب عصاميّ، بنى حياته وعائلته خارج لبنان، ولم يستفد من الفساد ليبني قصورا خارج البلاد، بل وظف خبرته وماله واستثمر في بلده، وبدلا من ان يهاجر بعد الأزمة التي ألمّت بنا، اختار ان يناضل لحماية المؤسسة وعائلتها الكبيرة. ومن هنا لم اشعر يوما ان النضال والمطالبة بمحاربة الفساد بهدف بناء الوطن، قد يحرجني تجاه المؤسسة المصرفية التي أعمل وانتمي اليها، نحن طلاب علم وتطور وكفاءات ومهارات وموضوعية ومحاسبة واكبر عدو لنضالنا هو الفساد.
ماذا تقولين للأم اللبنانية التي تقوم بتنشئة أجيال ليهاجروا في النهاية وليشاركوا في بناء أوطان أخرى؟
أن تكوني أماً لبنانية لهو أمر شاق وبالغ الصعوبة لا سيما في خضم هذه الأزمة التي نعيشها. لم اطمح يوما لأن أنشيء أولاداً مهذبين، بل حلمت وعملت جاهدة بدعم كبير من زوجي لتربية محاربين شرسين في سبيل عالمٍ أفضل، أكثر عدالة وإنسانية. حالياً، ابنتي الكبرى تتابع دراستها خارج لبنان، وابني أيضاً يتحضر للسفر ليكمل دراسته الجامعية في المهجر. للأسف، نحن نربي شباباً يهاجرون عند اول فرصة تتاح لهم. ولكن دورنا كأمهات يكمن في ان ننشىء اولادنا على محبة الوطن، على حتمية العودة الى لبنان مهما طال ترحالهم، ليستفيد لبنان من ما راكموه خلال اسفارهم من علم وخبرات مهنية.
انت اماً لبطليّ لبنان في السباحة، ما مدى أهمية تنشئة شباب رياضيين واصحاء في بلد لا يزال يصارع تحت ركام أزماته من أجل البقاء؟
أنشأتهم على اهمية الرياضة لصحتهم الجسدية والنفسية، وعلمتهم كيف يمكنهم التوفيق بين مختلف التزاماتهم الدراسية والرياضية وغيرها، وكيفية تخطي المصاعب لتحقيق الاهداف التي نسعى إليها... فإن الرياضيين للاسف في لبنان لا تتأمّن لهم الأماكن والمسابح الكبرى الضرورية للتدرّب، ومع ذلك تمكن اولادي من تحقيق البطولات والنجاح دون أي دعم رسميّ كما هي الحال في دول العالم.
كيف تنظرين الى الازمة التي نعيشها وأهمية تكاتف وشراكة الرجل والمرأة في تخطيها؟
ستنتهي حتماً هذه الأزمة، وسنرسم مستقبلنا بشراكة متوازنة وعادلة بين الرجل والمرأة، رجل مساند وعاشق لا يثق الا بتاريخ دونته امرأة واستحقت الحب والاحترام لنضالها المتواصل.
نريد أن نمضي قدمًا إلى كل ما ينتظرنا بحب وعقل حرٍّ ومنفتح!
"قطوع وبيمرق"؟ لا أظن، فإن الأزمة هذه المرّة بنيويّة. آن الأوان إذاً لنعيد ترتيب أولويّاتنا، ولندرك أن التعليم والقوى البشريّة التي ينتجها - هو الضامن الأساسي لاستمرارية المجتمع وتطوره.