"انجي شيا :"محتال" تجسد الصراع بين الرجل والمرأة بخفة ظل.. سأدخل القفص الذهبي في الصيف وهذه رسالتي لخطيبي"

أنجي شيا فنانة شابة مثقفة تحاول أن تمسك العصا من وسطها، محافظة على أصالة وعراقة ومستوى الفن القديم، ومواكبة لحداثة وسرعة تطور فن اليوم.

دخلت عالم الغناء بعد ان تمّرست في المجال الإعلامي فامتهنه ولا زالت، هي التي تنحدر من عائلة عريقة في هذا المجال. فوالدتها الإعلامية هيام أبو إسماعيل ووالدها الإعلامي والشاعر وسام شيا التي تشرّبت منهما حب المهنة.

تعاونت مع نخبة الشعراء والملحنين وقدمت مجموعة من القضايا الهامة، منها ما يخص المراة وكيانها وكرامتها، وأخرى تخص بيروت بعد الانفجار الكارثي الذي وقع، كما أطلقت منذ أسابيع أغنيتها الجديدة "محتال".

ماذا ستقول عنها وعن خطواتها الجديدة، متى ستدخل القفص الذهبي وغيرها من المواضيع في هذا اللقاء.

مبروك أغنيتك الجديدة "محتال" ماذا تخبرينا عنها وعن الأصداء التي تحصدها؟ 

شكراً.. اختياري للأغنية جاء نتيجة اقتناعي بدعم المواهب الشابة التي تستحق الاهتمام، فأنا من هذا الجيل الجديد الذي سيرسم المستقبل، كذلك لاقتناعي بأهمية وجود أعمال إيقاعية عصرية. ففي عصرنا وزمننا هذا أعتقد أننا نحتاج إلى جرعة من الفرح والتفاؤل والعودة إلى البساطة بشتى معانيها.

أحببت كلمات الأغنية ولحنها الذي وقّعته الفنانة الشابة غالية ووزعته إليا ناستا، وحاولت من خلالها أن أنقل واقعا نعيشه ببساطته وحلاوته، سيما وانني أعتقد بأن الصراع بين آراء الرجل والمرأة أزلي في هذا الإطار، اذ يعتبر كل واحد منهما أنه دائما على حق، فيبقى السؤال: من أصاب ومن أخطأ؟

أما بالنسبة للأصداء، فسعيدة جدا بآراء الناس وإعجابهم بالعمل خاصة وأنها تخطت حاجز النصف مليون في أسبوعها الأول وتربعت على قائمة الأغاني الأكثر طلبا في عدد من الإذاعات في الإمارات.

هل بدأت تتجهين أكثر إلى الفن المعاصر؟

من الضروري أن يستشعر الفنان هواجس وهموم عالمه، لكن هذا لا يمنعه من تناول زمن آخر والتأثر به والنهل من مناهله. لقلبي دور كبير في اختياراتي واعتبره المحرك الأساسي في أي عمل أقدمه بحيث أتجه دائما لاختيار العمل الأقرب إليه.

عنوان الاغنية لافت ويحمل معانٍ عدة في اللهجة اللبنانية "المحكية" فكيف تم الاختيار؟

اللهجة اللبنانية قد تكون من أكثر اللهجات المحببة، ليس فقط بالنسبة للبناني إنما لمحيطه العربي أيضاً إذ تحمل الكثير من العبارات الجذابة والمعبرة بطريقة بسيطة ومنها كلمة "محتال"، التي تأخذ معنى سلبي نوعاً ما، لكن اللبناني يأخذ التعبير بخفة ظل ويخفف من وطأة المعنى المقصود.

كم محتال صادفتي، ومن كان اكثرهم مرحاً؟

قد لا نصادف محتالين بالمعنى الحقيقي للكلمة، لكن للأسف عالمنا مليء بالاحتيال والمحتالين. شعوب عديدة تم الاحتيال عليها وسُرقت أحلامها ومستقبلها!! أما "المحتالين المهضومين" فهناك العديد من الأصدقاء الذين يتمتعون بخفة ظل.

الأغنية صدرت بالتعاون مع شركة Universal Music MENA كيف تصفين هذا التعاون الذي بدأ منذ سنوات بينكما وما هو طموحك معها؟

شركة Universal Music MENA شريكة أساسية في مسيرتي، أطلقنا منذ قرابة الـ ٦ سنوات أكثر من ١٢ أغنية خاصة زينها مجموعة من أبرز الفنانين العرب منهم زياد برجي سليم سلامة سهام الشعشاع وغيرهم ، وأتمنى أن تستمر هذه الشراكة وتزدهر وتثمر أكثر فأكثر.

بعد أن تعاونت مع نخبة من الأسماء اللامعة على صعيد الكلمات واللحن، اخترت اليوم مجموعة جديدة من الشباب اللبناني بهدف تشجيعهم وأصدرتها على طريقة الـLyric Video، فماذا تقولين للشباب الذي يعاني اليوم وهل ستكررين التجربة؟

بالتاكيد التعاون مع الأسماء المحترفة ضروري جداً من أجل الاستفادة من خبرتهم وتجربتهم، لكن في المقابل الشباب هم خزان من المواهب، لذا اعتبر أن على الفنان عدم الاكتفاء فقط بالبحث عن الأسماء، بل عن الابداع والعمل المميز والقريب إلى القلب.

بالتأكيد سأكرر التجربة مع الشباب الذين يعانون كثيراً، وأقول لهم أن الصعوبات والتحديات مهما اشتدت لا تهزم الموهبة والطموح والتفاؤل.

أنت من الشباب اللبناني المغترب حيث تقيمين في دبي منذ العام 2006، كيف تتابعين ما يحصل في لبنان وما هي الرسالة التي توجهينها لمسؤوليه؟

أصبحنا نعتبر دولة الإمارات بلدنا ووطننا وبيتنا الثاني نشعر بالكثير من الامتنان لها لاحتضانها لنا وتوفير المساحة المناسبة للعطاء والنجاح. أما للمسؤولين في بلدنا الذين أساؤوا إدارة شؤون البلد وأوصلوا الشعب لهذا الدرك من المعاناة، أقول لهم اتقوا الله في شعبكم وبلدكم، إن لم يكن من يحاسبكم على الأرض، فهناك ربٌ في السماء لا تضيع ودائعه.

هل تفكرين بالعودة يوماً؟

للاجابة على هذا السؤال استعين بمقولة أحد الشعراء "كلما ابتعدت عن وطني اقتربت منه أكثر. نمضي أنا وعائلتي قرابة الشهرين كل سنة في لبنان، ومع تطور التكنولوجيا التي حوّلت العالم إلى قرية كونية لا أشعر أنني مغتربة.

تخصصت في الإعلام والتسويق وتنحدرين من عائلة إعلامية بامتياز، فما الذي اتى بك إلى المجال الغنائي الذي دخلته في عام مبكرة جداً؟

تأثرت بوالديّ وتجربتهما الإعلامية الناجحة واستمريت على نهجمها حيث حصلت على ماجستير في الإعلام وعملت ولازلت أعمل في هذا القطاع وفي مختلف مجالاته، لكن موهبتي الفنية والصوت الذي وهبني ياه الله سبحانه وتعالى قادني لدخول عالم الغناء الذي أبحر فيه الآن ويبدو لي أن المشوار مع الفن سيكون طويلاً وممتعاً ومليئاً بالمفاجآت.

كم من عقبة تقف أمامك بسبب الارث الذي تحملينه من أهلك، بحيث تحسب لك كل خطوة، وماذا يقولان لك؟

العكس هو الصحيح، هذا الإرث لم يضع أمامي عقبات بل كان البوصلة التي أرشدتني وأنارت لي الطريق. فوالديّ تمرّسا في الإعلام الفني وقابلا وحاورا أبرز فناني زمنهم على سبيل المثال الكبار سيد مكاوي، وديع الصافي، صباح وغيرهم الكثير، لذا أشعر انني أسلك طريقاً آمن لا عقبات عصية فيه من قبل والدي. فهما يدعمان مشواري الفني ويقدمان اقتراحاتهم وتعليقاتهم البناءة.

تعاونت مع المميزة سهام الشعشاع بحيث قدمت معها مجموعة من الاغنيات التي تحمل قضايا إن تلك الاغنية الخاصة ببيروت وإن لناحية قضايا المرأة، هل من تعاون جديد بينكما؟

 قد تكون المرأة أكثر من يفهم المرأة لتشارك الهموم ذاتها إن كانت شخصية أو وطنية أو اجتماعية، من هنا كان هذا التعاون والتفاهم بيننا بخاصةً أنها شاعرة متفردة ومميزة. بالتأكيد تعاوننا سيستمر، ونحضر لعمل جديد سيبصر النور قريبا من كلماتها وألحان سليم سلامة.

ما عنوانها؟

............. الأغنية أصبحت جاهزة وصورتها على طريقة الفيديو كليب وستبصر النور قريباً إن شاء الله.

تعاونت ايضاً مع اسماء لامعة في المجال من بينهم زياد برجي، هل انت على اطلاع على المشكلة الواقعة بينه وبين إليسا، وما هو تعليقك؟

 المشاكل في الوسط الفني موجودة دائماً. فالفنان انسان وقد يقع في فخ المناكفات والخلافات.. لست على إطلاع كافٍ على تفاصيل الخلاف، لكن ما أتمناه أن ينجلي بأسرع وقت وأن تعود المياه إلى مجاريها لنستمتع بفنهما الراقي والناجح.

ألا تفكرين بالغناء في لهجات عربية خرى وهل من مشروع على هذا الصعيد؟

 بالتأكيد أنا في بحث دائم عن كلمات باللهجات الخليجية والمصرية والمغاربية تتناسب مع أسلوبي الفني، على أمل أن يتحقق ذلك قريباً.

اخبرينا عن أنجي شيا بعيداً عن الفن؟

آنجي شابة كسواها من الشباب تبحث عن مساحة أمان في عالمٍ تتقاذفه الصراعات والحروب والهموم بشتى أنواعها، وطموحاتي خارج الفن كأي فتاة تطمح لبناء أسرة سليمة وناجحة.

اعلنت خطوبتك على الشاب عمر أبو حمدان في دبي فهل حددت موعداً للعرس؟

عمر شاب يتوافق مع طريقة تفكيري إلى حد بعيد، وجدتُ فيه نموذج فتى الأحلام الذي دفعني للارتباط به وقدد حددنا موعد زفافنا الصيف المقبل إن شاء الله بين الأهل والأقارب والأصدقاء في لبنان.

ماذا تخبرينا عنه وما الذي جذبك إليه؟

هو شاب عصامي بنى نفسه بنفسه مثقف مدرك لواجباته الإجتماعية والإنسانية ويحترم ويدعم مسيرتي الفنية لأقصى الحدود.

ماذا تقولين له؟

وجودك في حياتي نعمة أتمنى أن تسعدني وأسعدك.