لايف ستايل
دراسة أميركية تكشف كيف نصاب بنزلات البرد
تيفين هونيت - مدام فيغارو
15-December-2022
كشفت دراسة أميركية حديثة نشرت في مجلة The Journal of Allergy and Clinical Immunology مدى تأثير انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء على الجسم. فالهواء البارد الذي يدخل الجسم يضعف الجهاز المناعي، خصوصاً في منطقة الأنف، ما يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بنزلة برد. في الخريف والشتاء، عندما تنخفض الحرارة، تبدأ حالات الإنفلونزا في الارتفاع حتى الربيع، مع ما يترتب عليها من سيلان أنف، حساسية في الحلق، سعال شديد، وكثيراً ما يقال إننا "أصبنا بنزلة برد".
قال الدكتور Benjamin Bleier، مدير أبحاث طب الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى Mass Eye and Ear في بوسطن والمؤلف الرئيسي للدراسة لشبكة CNN"كان يعتقد أن موسم البرد والإنفلونزا يحدث خلال الأشهر الباردة لأن الناس غالباً ما يكونون محبوسين في الداخل، حيث يمكن أن تنتشر الفيروسات المحمولة جواً بسهولة أكبر. تظهر هذه النتائج أن الهواء البارد يقلل من قدرة الجهاز المناعي على مكافحة التهابات الجهاز التنفسي إلى النصف".
جهاز مناعي ضعيف تحت 5 درجات مئوية
جنباً إلى جنب مع الفم، الأنف هو عضو رئيسي للإصابة بالعدوى حيث يتم استنشاق الميكروب، أو يعلق على اليدين. في العام 2018، اكتشف باحثون أميركيون أن الجهاز المناعي يكافح البكتيريا التي تدخل إلى الأنف بطريقة فطرية، كنوع من الدفاع عن الجسم، حيث تكتشف الخلايا الموجودة في القسم الأمامي من الأنف علامات دخول البكتيريا إليها، فتتفاعل عن طريق إنتاج مليارات الأكياس الصغيرة المملوءة بالسوائل، والتي تسمى الحويصلات خارج الخلية (أو EVs). بالإضافة إلى ذلك، يتم تعزيز هذه الحويصلات خارج الخلية بواسطة بروتينات واقية ذات خصائص مضادة للميكروبات.
لدعم تحقيقاتهم، أجرى فريق الباحثين اختبارات إضافية لفهم ما إذا كانت الحويصلات غير الخلية تعمل عند وجود فيروس، وإذا كانت استجابتها تتأثر بدرجة الحرارة في الخارج.
في سبيل ذلك، أخذوا الغشاء المخاطي للأنف من المرضى الذين يخضعون لعملية جراحية لإزالة الأورام الحميدة، أو من المتطوعين الأصحاء، ووضعوه مع مادة تشبه العدوى الفيروسية، وتم تقسيم العينات إلى مجموعتين وتعريضها لدرجات حرارة مختلفة.
لاحظ الباحثون أنه في درجة حرارة أقل من 5 درجات مئوية، يكون نظام الدفاع المناعي للـ EVs أقل فعالية ضد الفيروسات خلال فصل الشتاء. توضح تجربتهم هذه أن التعرض لمستوى درجة الحرارة هذا يقضي على ما يقرب من 50 في المائة من مليارات الخلايا التي تحارب الفيروسات والبكتيريا في الخياشيم، وفقاً لتقارير CNN.
نحو علاج جديد
يقول الدكتور Benjamin Bleier "سابقاً، لم يكن هناك سبب مقنع لوجود زيادة واضحة في العدوى الفيروسية خلال الأشهر الباردة. هذا هو أول تفسير معقول كماً وبيولوجيا يتم تطويره".
ووفقاً لـ Mansoor Amiji، الأستاذ في جامعة Northeastern والمؤلف المشارك في الدراسة، يمكن أن يؤدي هذا العمل إلى تطوير علاجات لتحفيز الإنتاج الطبيعي للـEVs، من أجل مكافحة نزلات البرد بشكل أفضل، أو حتى الإنفلونزا و Covid-19. وقال لوكالة فرانس برس "هذا مجال بحث يهمنا بشكل كبير، وسنواصل بلا شك السير على هذا الطريق".
بانتظار المزيد من الدراسات، ولحماية أنفسنا بشكل صحيح من "نزلات البرد"، ينصح الدكتور Benjamin Bleier بارتدء القناع كونه يحمي من استنشاق الفيروسات كما أنه يحافظ على الدفء.