لايف ستايل
هل يمكننا تعويض قلة النوم؟
تيفين هونيت - مدام فيغارو
15-March-2023
إذا كنا نقضي ما يقرب من ثلث حياتنا نائمين، ففي بعض الليالي نحن محرومون بشدة من النوم. وفقاً لنتائج المسح الذي أجراه المعهد الوطني للنوم واليقظة في العام 2020، ينام 28% من الفرنسيين أقل من 6 ساعات في الليلة، من بينهم "النائمون الصغار" الذين يكتفون بشكل طبيعي بساعات قليلة وغيرهم ممن لا ينامون وقتاً كافياً لحسن عمل جسمهم السليم، فتتراكم الساعات القليلة مع الوقت وترهقهم.
يؤثر اضطراب النوم الناتج من اليقظة والأداء أثناء النهار على المدى الطويل، ليرتبط بخطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية واضطرابات الاكتئاب. هل من الممكن تعويض هذه الساعات الضائعة؟ هل يمكننا تعويض هذا الاضطراب عن طريق النوم أكثر في اليوم التالي؟
إيجاد التوازن
يؤكد Jean-Arthur Micoulaud-Franchi، أستاذ علم وظائف الأعضاء والطبيب النفسي وطبيب النوم في مستشفى جامعة بوردو أنه "لا يوجد شيء اسمه نقص نوم لا رجعة فيه"، فإن تعويضه ممكن بشرط استعادة التوازن في الأيام المقبلة. في الممارسة العملية "ينام الشخص العادي ما بين 7 و8 ساعات في الليلة، وهذه المدة تختلف من شخص إلى آخر، ولكن لفهم احتياجاتك الخاصة بشكل أفضل، عليك أن تكوني متنبهة لمدى يقظتك خلال النهار. إذا كنت تشعرين بالحاجة إلى النوم بمجرد عدم وجود ما يحفزك على البقاء مستيقظة، أثناء اجتماع على سبيل المثال، فربما يكون ذلك لأنك بحاجة إلى زيادة وقت نومك".
الخطأ الشائع هو محاولة تعويض الساعات الضائعة عن طريق النوم أكثر في اليوم التالي أو في عطلات نهاية الأسبوع. يقول الدكتور Jean-Arthur Micoulaud-Franchi "الخلود إلى النوم هو نتيجة لنقصه وليس بالضرورة الحل. ننام أكثر في عطلات نهاية الأسبوع لأن الشعور بالتعب يكون قد تراكم طوال الأسبوع، إلا أنه من خلال الاستيقاظ في وقت متأخر صباحاً، ولا سيما يوم العطلة، فإنك تخاطرين بالنوم في وقت متأخر من الليلة نفسها والاستمرار في خفض ساعات الراحة، وفي اليوم التالي سيتعين عليك الاستيقاظ عند الساعة 6:30 صباحاً للذهاب إلى العمل".
هذا التفاوت في ساعات النوم يؤثر على الصحة أيضاً. تفسر ذلك Sylvie Royant-Parola، الطبيبة النفسية وطبيبة النوم: "إن عدم اعتماد ساعات نوم محددة تجهد الجسم وتؤثر على الصحة وقد تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني".
أخذ قيلولة
في سبيل عدم إرباك ساعتنا البيولوجية، ينصح المتخصصون بأخذ قيلولة خلال النهار. وفقاً لطبيب النوم Jean-Arthur Micoulaud-Franchi، فإن هذا الاستراحة، حتى لو كانت قصيرة، تساعد في تعويض الآثار الضارة لنقص النوم، خصوصاً إذا كانت دائمة. "في اليابان ، يمارس الأفراد بانتظام إينيموري Inemuri أي النوم والشخص حاضر، وتقوم على النوم لمدة تقل عن 5 دقائق، بمعنى أننا نغفو ونظل متيقظين لكل ما يحدث حولنا من أجل تحسين التفاعل والتركيز. وإذا مددنا هذه القيلولة لمدة 20 إلى 30 دقيقة، فإننا نستعيد اليقظة ونقلل من الأمراض الأيضية والقلبية الوعائية".
الابتعاد عما يحفّز الأرق
بشكل عام، لكسر الحلقة المفرغة لنقص النوم، يجب الانتباه إلى انتظام إيقاع النوم والاستيقاظ وتوازنه. يصر الدكتور Jean-Arthur Micoulaud-Franchi على أهمية النوم والاستيقاظ كل يوم في الوقت نفسه.
من أجل تحسين النوم، من الضروري أيضاً الاهتمام بالظروف والأجواء المناسبة، وبالتالي يدعو الطبيب إلى التعرض للضوء الطبيعي صباحاً والابتعاد مساءً عن أي مصدر يمكن أن يؤثر على الاسترخاء مثل احتساء القهوة وتصفح الهاتف الخلوي...