هل ممارسة رياضة الركض تسرع علامات شيخوخة الوجه؟

"هل سبق لك أن رأيت عداءً مواظباً على ممارسة رياضة الركض السريع ولم تكن علامات الشيخوخة ظاهرة على وجهه؟" يسأل الدكتور Gerald Imber في مقطع فيديو نشره على حسابه على تيك توك. في هذه الرسالة التي شوهدت أكثر من 3 ملايين مرة على المنصة، يقول جراح التجميل في نيويورك إن الجري يسرع شيخوخة الوجه ولا سيما تشكيل التجاعيد. وفقاً لهذا الطبيب، الذي يعرّف نفسه بأنه "خبير في مكافحة الشيخوخة"، لا توجد مشكلة في الجري لبضعة كيلومترات، من وقت إلى آخر. من ناحية أخرى، فإن سباقات المسافات الطويلة التي تمارس بوتيرة مكثفة هي التي سيكون لها تأثير على مظهر بشرتنا. فهل إن أفضل مضاد للتجاعيد هو التوقف عن ممارسة هذه الرياضة؟

جفاف الوجه

يقول الدكتور Alexandre Koutsomanis جراح التجميل في باريس: "ليس كل شيء صحيحاً وليس كل شيء خاطئاً. من المؤكد أن عدائي الماراثون المحترفين لديهم بشرة جافة جداً، ويبدو ذلك جلياً على وجوههم. والسبب أنه يتم حرق جزء من الدهون المخزنة في الجسم والوجه. ومع ذلك، عندما يجف الوجه، فإنه يسرع الظواهر الطبيعية للشيخوخة. في الواقع، تعمل هذه الدهون كإطار للوجه لأن الجلد يغلفها، خصوصاً عند عظمتي الخد وجيوب بيشات Bichat، وهما كتلتان من الدهون تملآن الخدين، في حال فقدتا، يتدلى الجلد".

ترهل الجلد

بالإضافة إلى فقدان حجم الوجه، يلاحظ الجراح عاملاً آخر يسرع شيخوخة الجلد. يوضح الاختصاصي أنه "في كل مرة تخطين فيها خطوة، تنشأ صدمة بين جسمك والأرض. الحركات المتكررة للوجه نحو أعلى وأسفل، بسبب الارتداد، يمكن أن تعزز انتفاخ أنسجة الجلد، والألياف المرنة للجلد تتكسر. نتيجة لذلك، تفقد البشرة مرونتها وتترهل بشكل أسرع".

من ناحية أخرى، لدى الدكتور Koutsomanis بعض التحفظات حول ظهور التجاعيد المبكرة التي يذكرها زميله الأميركي. ويفسر ذلك بالقول: "لا تخلق هذه الحركات خطوطاً دقيقة، لكنها تبرز طيات الوجه مثل الطيات الأنفية الشفوية، وتجاعيد التعبير... تحدث هذه الطيات تجاويف وتظهر على سطح الجلد. يعتبرها البعض تجاعيد ولكنها ليست كذلك".

لا دراسة جادة

يطمئن الدكتور Koutsomanis اللواتي لا يستطعن الاستغناء عن الركض: "الأمر لا يتعلق بنزهة صغيرة لمسافة 5 كيلومترات بوتيرة هادئة، فلا شيء سيتغير. إذا قمت بالركض السريع لمدة 15 ثانية، لن يحدث شيء أيضاً. يجب أن تكون الممارسة منتظمة جداً ومكثفة للغاية لتسريع شيخوخة الجلد، هذا يعني أنه سيكون من الضروري الركض ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع، لمدة أو لمسافة طويلة بما يكفي ليكون هناك العديد من الصدمات وفقدان الكتلة الدهنية. وفي هذه الحالة، قد تظهر التجاعيد بعد عشر سنوات من ممارسة الركض". ويضيف أنه لا توجد دراسة علمية تؤكد هذه النظرية ولا يوجد مخطط لدراستها لها في المستقبل.

يوصي الطبيب لمن تمارس رياضة الركض السريع المكثف بإدخال العناصر الغذائية والفيتامينات في النظام الغذائي، حتى لو كان ذلك يعني تناول المكملات الغذائية.

مخاطر أخرى

في مقطع الفيديو الخاص به على تيك توك، يواصل الدكتورImber اعتراضه على ممارسة رياضة الركض بالقول إنه "بالإضافة إلى التسبب في وجه هزيل ومليء بالتجاعيد ، فإن صحة ركبتيك وكاحليك وظهرك تتدهور أيضاً". في هذا الصدد، يؤكد الدكتور Koutsomanis "أنه بالفعل ثبت أن الغضروف المفصلي يتأثر بطريقة واضحة وحادة ومهمة. ففي سن 50، يمتلك أفضل المتسابقين مفاصل شخص يبلغ 80 عاماً لأن غضروفهم تآكل". ومع ذلك، يحدد الخبير أن ذلك يعود إلى العامل الوراثي وحدّة ممارسة هذه الرياضة.